ر
بقلم : د . لطفي ناصف
lotnass@hotmail.comما يحدث هذه الأيام في مصر لابد أن يحرك جماهير الشعب المصري من أجل الحفاظ علي ثورته التي تتعرض للعديد من المؤامرات. تلك المؤامرات كانت تهدف إلي تكفير الشعب المصري بثورته التي اشادت بها كل دول العالم.
تعرضت ثورة "25 يناير" للعديد من المحاولات التي أرادت أن توئدها في المهد. ولكن بعد ثبات الثورة والثوار بدأت المؤامرات والدسائس لبث الكراهية لثورة 25 يناير من خلال مؤامرات محكمة.. بدأت تلك المؤامرات بالانفلات الأمني وإخراج المساجين ليعيثوا في أرض مصر فساداً وإجراماً. كان الانفلات الأمني وسحب كل قوات الشرطة من الشوارع والأقسام هي البداية. وكانت النتيجة ما يحدث من جرائم في الشارع بل وفي المنازل والمؤسسات حتي أصبح المصريون في رعب دائم من جرائم ترتكب في الليل والنهار سواء التعرض للمواطنين أو إيقافهم علي الطرق والاستيلاء علي سياراتهم وممتلكاتهم بل وقتلهم في حالات كثيرة بلا سبب.
كان ذلك الانفلات الأمني إلي جانب انسحاب الشرطة ورجال المرور من الشارع وحدوث الفوضي وإطلاق المسجلين الخطرين. سبباً في تراجع الحماس للثورة من جانب المواطنين الابرياء.
بدأ الحديث عن الفلول ومؤامراتهم علي مصر من أجل تكفير المصريين بثورتهم.. وكان لذلك العمل أساليب متعددة.
في البداية كان الخوف والرعب من البلطجة.. إلي جانب ذلك كانت فوضي المرور وغياب رجال المرور ودوريات الأمن عن الشارع تخيف المواطنين المسالمين.
بعد ذلك بدأت خطة تكفير المواطنين الأبرياء بثورتهم من خلال خطط جهنمية جعلت المصري تائهاً لا يعرف في أي اتجاه يسير.
جاءت عملية ندرة أنابيب الغاز التي اختفت.. ورغيف العيش الذي تواري وسد الشوارع وارتباك المواصلات حتي لا يستطيع المواطن المصري التوجه إلي عمله أو حتي الذهاب إلي المستشفيات التي سيطر عليها البلطجية المدفوعون من جهات نعلمها جميعاً مقابل أموال لا تعرف من أين تجيء.
تطورت الأمور من اختفاء أنابيب الغاز في برد الشتاء إلي اختفاء بنزين السيارات بما يمثله ذلك من تعطيل للمصالح وتعطيل لكل سيارات نقل الأغذية والمواد الضرورية التي لا يستطيع المواطن العادي العيش بدونها.
بعد ذلك تفاقمت أزمة السولار بما لها من تبعات خطيرة علي أمن مصر الغذائي والقومي.. ففي كل أنحاء مصر اختفي السولار وتوقفت كل محطات ومواتير الري مما أدي إلي بوار مساحات كبيرة من الزراعات وخاصة مزارع القمح التي نحن بحاجة ماسة له لعدم قدرتنا علي استيراد القمح الأجنبي لنقص الموارد المالية.
في كل أنحاء مصر يتواجد البلطجية لخطف الأشخاص مقابل دفع الدية وسرقة السيارات مقابل مبالغ باهظة.. كل هذه الجرائم تتم بتخطيط وتدبير من فلول النظام البائد.
لقد صرح وزير الداخلية أكثر من مرة أنه قادر خلال ساعات وليس أيام علي إيقاف الانفلات الأمني.. ولكن للأسف لم يحدث ذلك لأسباب مازالت مجهولة.
كل تلك الخطط والأحداث هي أمور مرتبة من أجل أن يكفر المصريون بثورتهم ويعودوا للرضاء بالعهد البائد.
الشعب المصري بدأ يكشف ما وراء كل تلك الأحداث إلي جانب ما حدث في شارع محمد محمود وشارع مجلس الشعب وحرق المجمع العلمي وضرب المتظاهرين ودهسهم في ماسبيرو. واليوم ونحن نستقبل انتخابات رئيس الجمهورية تطل علينا الكثير من المفاجآت.
الإصرار علي اتهام حازم أبوإسماعيل بأن والدته أمريكية ولكن القضاء العادل خذلهم فعادوا ليهددوا أيمن نور رغم أنهم اسقطوا عنه كل التهم وهو ما يتم الآن بالنسبة لخيرت الشاطر.
المفاجأة أن نفاجأ بأن عمر سليمان أعلن عن ترشحه رغم أنه أعلن أمام كل وسائل الإعلام قبل 24 ساعة من ترشحه أنه اتخذ قراراً حاسماً بعدم الترشح معلناً أنه حاول أن يتغلب علي المعوقات الخاصة. ولكنه وجد أنها تفوق قدرته علي الوفاء وأن استمراره في الترشح يتنافي مع أسلوب حياته وبعد ساعات معدودة غير عمر سليمان موقفه وتخلي عن مبادئه "إذا كانت لديه مبادئ" وتنازل عن أسلوب حياته كما أعلن قبل ساعات قليلة.
عمر سليمان هو الوفي الأمين لسيده حسني مبارك وهو الذي كشف موقع "ويكيليكس" عن علاقاته ليس فقط بمبارك ولكن بإسرائيل التي اسمته برجل إسرائيل القوي في مصر.
عمر سليمان رجل المخابرات وخادم مبارك ترشح من أجل تحقيق خطط مرسومة للإجهاز علي الثورة والعودة إلي النظام القديم الذي تربي عمر سليمان في كنفه.
رغم مرور أشهر من ثورة "25 يناير" عاد عملاء النظام القديم من الصحفيين لمواصلة نفاقهم الذي تربوا عليه تحت رعاية نظام مبارك.
كشفت الفلول من الصحفيين عن حقيقتهم وكشف المستور عنهم رغم أن بعضهم عضو في مجلس الشعب.
الصحفيون خدام النظام السابق عادوا إلي اسلحتهم القديمة التي استخدموها لخدمة نظام مبارك أحدهم كنت استبعد تحوله السريع كتب "عمر سليمان لاعب كرة القدم الذي ينزل الملعب ولو قبل نهاية المباراة بدقائق لكي يقلب نتيجة المباراة رأساً علي عقب لصالح فريقه".
كما كتب ايضا.. "عمر سليمان يمثل بالتحديد استمرار الدولة" وأقول له أي استمرار.. بالطبع هو استمرار الحكم المخلوع الذي كان سليمان في خدمته حتي وهو داخل سجنه الخمس نجوم وكاتب آخر من خدمة السلطان المخلوع يكتب "الشعب المصري يعرف حقيقة عمر سليمان".
نعم سليمان كان أهم أعمدة الحكم في ظل مبارك والذي يسعي سليمان لأن يعيده.
الشعب المصري يعرف حقيقة سليمان والنظام الذي كان هو أحد أركان الشعب المصري يعرف أن عمر سليمان هو الخادم الأمين لكل نزوات مبارك.. والمتحدث باسمه مع أعداء مصر من الإسرائيليين والأمريكيين.
إن ترشح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية هو إهانة لثورة "25 يناير" وشبابها ورجالها ونسائها.
عمر سليمان يتحدث عن الديمقراطية وهو لا يعرف إلا العمل في الخفاء ومع ذلك نجده يصرح لقناة "ABC) الأمريكية بأن المصريين غير مؤهلين لممارسة الديمقراطية.
إن ما يحدث الآن من تصرفات من جهات الحكم في الوقت الحالي تثير مخاوفنا من حدوث التزويرات خاصة تحت مظلة المادة "28" التي تؤكد علي عدم الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية حتي لو حدث التزوير وتم اكتشافه.. ولكن أملنا في وعي الشعب المصري الذي يبقي دائماً علي درجة من الإحساس بأي تزويرات وإلا فالتظاهر موجود وميدان التحرير موجود إذا ما كشفنا عن أي تزوير لأي مرشح من المرشحين مهما كانت قيمته وقوة من يقفون معه.
الصفحة السابقة
