ميدان التحرير
1/25/2012 1:57:00 PM
القاهرة - أ ش أ
لا تزال ثورة 25 يناير تشكل ثورة مستمرة داخل الشخصية المصرية التي انتفضت في مثل هذا اليوم من العام الماضي مطالبة بالحرية والعدالة؛ فيما تتجسد ارادتها في احتفالها اليوك بالذكرى الاولى للثورة في المضي قدما نحو تحقيق هدفها المنشود لتكون مصر مثالا لقيم الحرية والعدالة.
وتأججت ما يمكن وصف بـ" ثورة نفسية " داخل الشخصية المصرية جراء الإفصاح عن قضايا الفساد وشعورهم بضرورة تطهير المجتمع من كل مظاهر الفساد .
فالثورة لم تغير وجه مصر على المستوى السياسي والاجتماعي فحسب وإنما أيضا على المستوى النفسي للشخصية المصرية فحدث تصاعد دراماتيكى في انفعالاتها من جراء ما اظهرته الثورة من حجم هائل للفساد سواء عبر خصخصة الشركات الحكومية وبيع الأراضي بأبخس الأسعار؛ فيما انفجرت مطالب فئوية متعددة للمطالبة بحقوقهم التى سلبت منهم .
ويرى خبراء علم الاجتماع انه تحت الضغوط المتراكمة تغيرت ملامح الشخصية المصرية التي اثبتت عدة دراسات سابقة لعلماء النفس والاجتماع والمفكرين والمستشرقين انها تتميز بسمات التسامح والصبر وطول البال والطيبة والرضا والميل الى
الاستقرار والذكاء والمرح والالفة والود بدرجات متفاوتة والهموم.
فمع اندلاع بركان الغضب في 25 يناير من عام 2011 الماضي، نفضت الشخصية المصرية عنها غبار الاستسلام للامر الواقع واندفعت بقوة دفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة لتسقط النظان السابق الذي ظل متحكما بالبلاد طيلة 30 عاما .
ولا تزال الشخصة المصرية بعد مرور عام على الثورة متأججة ومتمسكة بتحقيق كل مطالبها سعيا لحياة كريمة وغد أفضل لمصر .
كل هذه التفاعلات الشعبية تحتم وضع أولوية للمرحلة القادمة من أجل استكمال تنفيذ مطالب الثورة في إقامة مجتمع ديمقراطي يحقق الحرية والعدالة الاجتماعية وايجاد السبل المناسبة للخروج من الازمة الاقتصادية الراهنة لتصبح مصر قادرة على ممارسة الدور المنوط بها على المستويين الاقليمي والدولي بكل فاعلية في وقت أصبح فيه العالم قرية صغيرة يتأثر فيه الجميع بكل ما يحدث على أرضه ولو تباعدت المسافات عبر شبكة اتصالات دولية سريعة وشبكة " انترنت " تفيض كل ثانية بكل ما هو جديد.