حمود الضبع
ما بين شركتي المقاولون العرب وحسن علام للمقاولات كانت دورة التجديدات السنوية لقصور واستراحات ومقرات الرئاسة البالغ عددها 52 منتشرة في اغلب محافظات الجمهورية تتم تحت بند مالي وبميزانية تتجاوز الـ 500 مليون سنوياً قابلة للزيادة وتم تقسيم تلك القصور بين الشركتين في عهد الوزير السابق محمد ابراهيم سليمان والذي تولي هذه المهمة من باب التقرب لزوجة الرئيس المخلوع علي ان تتولي شركة المقاولون العرب ما يخص الرئاسة من مبان داخل القاهرة اما المباني الموجودة في المحافظات كالاسكندرية والاسماعيلية ومطروح وشرم الشيخ واسوان فهي مسئولية شركة حسن علام وهذه التجديدات تتم وفق جدول زمني منظم مع تحركات وانتقال الرئيس واسرته بين هذه القصور في اشهر السنة الواحدة.
الغريب ان هذه التجديدات كانت تتم وفق هوي زوجة الرئيس المخلوع وليس لوجود حالة ملحة للتجديدات، لذلك كانت تتم سنويا وبالتالي تفتح الباب لعمليات السمسرة للمسئولين داخل قصر الرئاسة و المشرف الاول علي تلك العمليات رئيس الديوان زكريا عزمي المودع حاليا بسجن طره ، فعلي سبيل المثال سعر متر المحارة في قصر الرئاسة بلغ 800 جنيه في الوقت الذي لم يتعد سعره في السوق ما بين 7 و10 جنيهات أما التكييفات المركزية فيتم تغييرها سنويا في القصور التي يتنقل بينها مبارك واسرته .
وتم فرش قصور شرم الشيخ 3مرات بسبب اعتراض سوزان مبارك علي لون المفروشات والاساس احيانا وعلي طراز الموبيليا احيانا اخري وكانت المطابخ التي تم تركيبها بمعرفة شركة بوجن بور لصاحبها اسامة الشاهد والكائن مقرها في شارع جامعة الدول العربية وبلغت تكلفت هذه المطابخ 5 ملايين جنيه وهي مطابخ المانية الصنع وسبق أن قامت بعمل المطابخ شركة بوتش الالمانية وكان المشرف علي هذه العملية وزير الاسكان الاسبق محمد ابراهيم سليمان وينتقل الي شرم الشيخ الذي تنتهي التجديدات الخاصة به في شهر سبتمبر علي اعتبار ان الرئيس يمكث هناك في اكتوبر ونوفمبر وديسمبر.
اما القصر او مقر الرئاسة في مصر الجديدة فكان عبارة عن "فيلاتين" مختلفتين وطلبت سوزان مبارك من محمد ابراهيم سليمان ضم الفيلاتين وتكلفت عملية دمجهما اكثر من 150مليون جنيه وبالنسبة لارضيات الباركيه الموجودة في هذا القصر فهي من اختيار سوزان مبارك والتي كانت قد رأتها في قصر البارسيه في فرنسا وتم احضاره من فرنسا بطائرة خاصة والمطابخ تم احضارها من المانيا وتم تركيبها بمعرفة مهندسين المان وعرف داخل القصر انه ممنوع دخول اي ملتح مهما كانت الحاجة ملحة لدخولة فأي من المقاولين او المهندسين الذين يتعاملون في قصور الرئاسة يتم التنبيه عليهم في هذه النقطة بالاضافية لابلاغهم عن العمال او المهندسين الذين سيقومون بمهمة داخل القصر قبل الدخول بـ 48 ساعة وتسليم هويتهم للجهات الامنية هناك بالرغم من ان عمليات التجديد او الاحلال جميعها تتم في وقت يكون الرئيس واسرته غير موجودين بالقصر، فمعروف ان تواجد الرئيس مبارك داخل القاهرة لا يزيد علي 3 أشهر فقط وعقب تحركه الي مكان آخر تقوم شركة المقاولون العرب باستلام الموقع لبدء دورة التجديدات وفي ذات يوم كان الميكرويف الخاص بالرئيس مبارك قد تعطل وتم ارساله لاحدي الشركات المتخصصة في الماظة تحت اشراف 3 ضباط تابعوا عملية اصلاحه من البداية حتي نهايتها خوفا من اضافة اي شيء يضر الرئيس المخلوع وعندما عرض عليهم صاحب الشركة تغيير هذا الميكرويف بآخر حديث لانه موديل قديم جداً وقطع غياره ندرت الا انهم رفضوا بحجة ان مبارك يعتز بهذا الجهاز وطلب اصلاحه وليس تغييره .
وفي شهر ابريل الجاري تنهي شركة حسن علام تجديدات قصر برج العرب لان مبارك اعتاد النزول اليه في شهر مايو من كل عام وكان آخر تجديد لقصر برج العرب تجاوز الخمسة وثمانين مليون جنيه .
وبالنسبة لاستراحة رأس الحكمة التي كانت في عهد الملك فاروق عبارة عن شاليه غرفتين وصالة الا ان سوزان مبارك كلفت محمد ابراهيم سليمان بهدم الشاليه واعادة بنائه مرة اخري ونفذ سليمان التعليمات وشيد قصرا ضخما وفي المنطقة الخلفية مباني ملحقة تخص السكرتارية وتجاوزت تكلفة هذا المكان ما يقرب من 180 مليون جنيه والغريب ان مدة بقاء الرئيس واسرته في هذا المكان لم تكن تتجاوز الاسبوع من كل سنة وتم تشييد هذا القصر في ثلاثة أشهر فقط بمعرفة شركة حسن علام، فالحديقة لانس كيب الخاصة بقصر رأس الحكمة والمقامة علي مساحة فدان تشجير ونجيلة بتكلفة 8 ملايين جنيه.
جدير بالذكر ان هناك قصرا يبعد عن رأس الحكمة 47 كيلو مترا علي مشارف مطروح كان الرئيس السادات قام بتوسيعه تم هجره حتي الآن واصبح شبه خرابة وهناك شقة في شارع السعادات بجوار نادي الهوليودو دوبلكس خاصة بعلاء وجمال كائنة في آخر عمارة من عمارات عثمان اشرف علي عملية ضم الشقتين المهندس اسماعيل عثمان يربط بينهما سلم حلزوني وتمت ازالة كافة الحوائط الداخلية والمطلة علي الشارع واستبدالها بألواح زجاج 5طبقات بسمك 10سم ضد الرصاص ليتحول المكان الي بانوراما وتم توريد الزجاج من مصنع جريشي بالعاشر من رمضان وتعرضت الشركة لخسائر في هذه العملية بسبب اعتراض جمال مبارك علي بعض الالواح التي تم تركيبها وتبين ان هناك بصمات ظهرت بين طببقات الزجاج وامر الشركة بتغييرها خاصة ان اللوح الواحد يتم رفعه الي الدور الـ 19 والــ20 مقر