تحقيق ـ محـمود القـنواتي وإنجي البطريق
الركاب فى انتظار عودة حركة القطاراتتعطل مصالح الناس وتوقف شريان حيوي للدولة وانهيار اقتصادي بالسكة الحديد هذا هو الوضع الحقيقي لإضراب السكك الحديدية والاعتصامات وقطع السكة وتعطيل المحطات بايقاف قلة من السائقين للقطارات بها لتعطيل الخطوط .
ويقول المسئولون إن سبب الإضراب قلة من السائقين وبعض العاملين بعد أن جلسوا وتحاوروا مع المسئولين بوزارة النقل والنقابة العامة للعامل بالسكك الحديدية وتقرر زيادة نسبتها10% من المرتب لجميع العاملين في الهيئة ودراسة جميع المطالب المختلفة علي مراحل حتي لايحدث خلل مادي بالهيئة التي وصلت قيمة الدخول للعاملين بها2.3 مليار جنيه سنويا مقابل دخل التذاكر الذي لايتعدي مليار جنيه مما يوجد فجوة كبيرة تعرقل الهيئة عن أداء عملها بسبب كثرة الاعتصامات وقطع السكك الحديدية فهذا الوضع أثر علي عدد الرحلات الذي من المفترض أن يتعدي1361 رحلة يوميا لكنه انخفض ولم تعد تحقق سوي أقل من50 مليونا في الشهر بدلا من100 مليون جنيه إلي جانب السرقات التي تتعرض لها ممتلكات الهيئة كل ذلك يحدث للسكك الحديدية التي قاربت علي الانهيار والسبب سيكون كثرة الاعتصامات إلي جانب تهالك805 عربات من أسطول الهيئة.. وقد كشف الإضراب الأخير لبعض السائقين عن خطورة العبث في السكة الحديد لما لها من أبعاد اجتماعية واقتصادية عليها وعلي العاملين بها وعلي الشعب فهذا المرفق الحيوي شريان مهم ينقل2.3 مليون راكب يوميا.. وحول تأثير هذه الأحداث والمطالب الفئوية يوضح عبدالفتاح فكري رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكك الحديدية أن مجموعة من السائقين من طنطا والإسكندرية وراء هذا الاضراب وإثارة السائقين, بعد أن قاموا بإيقاف القطارات في المحطات لقطع الطريق أمام بقية القطارات مما عطل الوجه البحري تماما عن العمل وشل السكة الحديد بها. ويوضح أنه عقد اجتماعا موسعا يضم وزير النقل ووزير القوي العاملة ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس النقابة العامة للعاملين بالهيئة والداعين للإضراب وتم الاتفاق علي تشكيل لجنة تضم في عضويتها ممثلي العمال من جميع الطوائف والنقابة العامة والهيئة والوزارة لإعادة دراسة مطالبهم بشكل مستفيض, ويري أن الحوار هو الحل لمشكلات العاملين والهيئة والوصول لجميع المطالب المشروعة, وهناك مطلب للمعتصمين وهو زيادة الكيلومترات حيث يأخذون عن كل كيلومتر13 قرشا ويريدون زيادته بنسبة الربع, لكن خطورة تحقيق بعض المطالب لطائفة أن باقي الطوائف تخرج بمطالب أخري لها مما يعطل السكك الحديدية وتوقف الخطوط عن العمل وتعطيل كثير من مصالح الدولة, وبناء عليه منح الوزير الزيادة للجميع وليس لطائفة بعينها كنوع من المساواة.
ظروف عمل صعبة
ويصف حالة العاملين في السكة الحديد في ظل الظروف الحالية بانها سيئة ويعملون في ظل ظروف بالغة القسوة وحجم الأعمال التي يقومون بها كبير حاليا والمسئوليات التي علي عاتقهم لاتتناسب مع أجورهم في الوقت الحالي, وإذا ظلت الإضرابات علي هذا النحو وقطع السكك الحديدية ستمثل كارثة بكل المقاييس.
ويشير الي عمليات التخريب التي تجري لبعض المحطات خاصة طنطا فالمظاهرات الحالية لبعض السائقين مفتعلة وهناك بعض التيارات التي تستغل الأحداث وتتدخل بهدف اثارة البلبلة, وهناك دور خطر تلعبه السرقات من خارج الهيئة خاصة سرقة الإشارات والأحواش التي يخزن بها القطارات وسرقات الكابلات الكهربائية من العربات.
ويقول جمال الصعيدي أمين عام النقابة ان الاضراب بعد الاتفاق والمفاوضات ووضع الخطط الطويلة والقصيرة عبث لأن جميع المشكلات لها حلول, فيوجد مشكلة في اللوائح بالهيئة حيث أصبحت بالية ولاتتماشي مع الوقت والظروف الحالية لأنها منذ الخمسينيات والستينيات.
المواطنون يستغيثون
تعالت شكاوي المواطنين ومستخدمي القطارات من حدوث حالة شلل تام وتكدس الركاب علي أرصفة محطة مصر خاصة من خطوط الوجه القبلي, حيث تقول سناء محمد انها جاءت من الصعيد منذ ثلاثة أيام بنجلها ليحصل علي جرعة علاج السرطان بمعهد الاورام والآن بعد حصوله علي الجرعة جاءت لتعود لمنزلها ولكنها وجدت الاضراب ولانها لا تعرف وسيلة غير قطار السكك الحديدية للعودة فهي مضطرة للبقاء في المحطة مع صغيرها حتي الآن
أما في محطة شبين القناطر فوقفت سارة صلاح تبكي بمرارة لأن فاتها إمتحان أعمال السنة فانها الذي لن تشفع فيه توسلاتها او اعتذاراتها للاستاذ الممتحن وخاصة انها لم تعرف منذ ان دخلت الجامعة وسيلة سوي القطار وهي الآن في السنة النهائية ولكن لا تعرف كيف ستخرج من هذة الأزمة
أما علي فضل الذي يعمل في احدي المصالح الحكومية وقد اعتاد علي استخدام القطار من الشرقية الي القاهرة للوصول الي عمله يشعر بان هناك أزمة حقيقية فقد تسبب هذا الاضراب في غيابه اليوم عن العمل ولكن اذا مر اليوم بسلام فهل سيستمر الاضراب ويتكرر الغياب وتري بمن نستغيث وخاصة ان المرتب لا يحتمل اطلاقا نفقات السفر بشكل يومي في ظل هذا الغلاء وأزمة السولار وارتفاع اسعار المواصلات.