حادث قطار البدرشين
تحقيق: مختار محروس وأماني زايد ونشوة الشربيني
الاربعاء , 16 يناير 2013 18:30
أصبح شعار السكة الحديد هو «الطريق إلي الآخرة»، فبين الحين والآخر نستيقظ علي كارثة جديدة من كوارث السكة الحديد ونودع ضحايا جددا للإهمال الذي عشعش داخل الهيئة وعلي طول طرق السكك الحديدية.
وبالأمس افتتحت السكة الحديد عام 2013، بحادث بشع بعد إنفصال عربتين من قطار كان يحمل جنوداً للأمن المركزي قبالة مدينة البدرشين، راح ضحيته وحسب البيانات الرسمية 19 شهيداً و120 مصاباً.
وأصبح السؤال المطروح كيف يمكن إصلاح حال السكك الحديدية؟ وهل خطة الإصلاح أكبر من أي حكومة أو تفوق قدرة أي وزير؟
الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة. أشار الي أن المنظومة بأكملها تحتاج الي إعادة نظر، وأن هذه المنظومة أصبحت غير قادرة علي توفير الأمن والأمان للمسافرين عبر السكك الحديدية.
المهندس الاستشاري ممدوح حمزة طالب وزير النقل بنقل مكتبه الي مقر هيئة السكك الحديدية حتي يستطيع التعرف علي مشاكل الهيئة ويعايشها.
وانتقد حمزة حالة الإهمال التي تعيشها الهيئة وأعرب عن دهشته من مضي 4 سنوت علي تنفيذ 171 مزلقانا لتصبح مزلقانات الكترونية، ورغم ذلك لم ينفذ سوي 17 مزلقانا حتي اليوم.
وأشار حمزة إلي أن الحادث الأخير غريب من نوعه فكيف تنفصل عربة أو عربتان عن القطار أثناء سيره، مشيراً الي أنها الحادثة الأولي من نوعها.
ولم يستبعد حمزة وجود عيب ما أو مؤامرة لقتل هؤلاء الجنود وأن مثل هذه الحادثة لا تحدث في جمهوريات الموز.
مشكلة قديمة
الدكتور أحمد أبو النور - أستاذ الاقتصاديات والأزمات الحرجة بالجامعات الأمريكية، قال: إن مشكلة حوادث القطارات ممتدة منذ سنوات طويلة وتستمر حتي الآن نتيجة عدم صيانة قطارات السكك الحديدية رغم تقادمها وتهالكها، بالإضافة الي عدم تدريب العاملين بشكل كاف علي التعامل مع مزلقانات السكك الحديدية.
ويقترح الدكتور «أبو النور» وجود وزارة خاصة بالسكك الحديدية تكون منفصلة عن وزارة النقل، مؤكدا أهمية الاستفادة من المشاريع المقدمة للحكومة المصرية قبل الثورة من بعض رجال الأعمال أو علماء النقل التي تسمح بربط مدن كثيرة ببعضها البعض لتكون بعيدة عن خطوط النقل التقليدية.
وأوضح صعوبة حصر حجم خسائر حوادث القطارات لأن الخسائر هنا دائماً ما ترتبط بالأرواح البشرية، بينما المعدات متهالكة يعتبر عمرها الافتراضي منتهياً.
منظومة عمل القطارات غير آمنة
إصلاح السكة الحديد.. أكبر من أى حكومة
.. والحوادث لا تقع فى جمهوريات الموز
إصلاح السكة الحديد.. أكبر من أى حكومة
حادث قطار البدرشين
تحقيق: مختار محروس وأماني زايد ونشوة الشربيني
الاربعاء , 16 يناير 2013 18:30
أصبح شعار السكة الحديد هو «الطريق إلي الآخرة»، فبين الحين والآخر نستيقظ علي كارثة جديدة من كوارث السكة الحديد ونودع ضحايا جددا للإهمال الذي عشعش داخل الهيئة وعلي طول طرق السكك الحديدية.
وبالأمس افتتحت السكة الحديد عام 2013، بحادث بشع بعد إنفصال عربتين من قطار كان يحمل جنوداً للأمن المركزي قبالة مدينة البدرشين، راح ضحيته وحسب البيانات الرسمية 19 شهيداً و120 مصاباً.
وأصبح السؤال المطروح كيف يمكن إصلاح حال السكك الحديدية؟ وهل خطة الإصلاح أكبر من أي حكومة أو تفوق قدرة أي وزير؟
الدكتور مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة. أشار الي أن المنظومة بأكملها تحتاج الي إعادة نظر، وأن هذه المنظومة أصبحت غير قادرة علي توفير الأمن والأمان للمسافرين عبر السكك الحديدية.
المهندس الاستشاري ممدوح حمزة طالب وزير النقل بنقل مكتبه الي مقر هيئة السكك الحديدية حتي يستطيع التعرف علي مشاكل الهيئة ويعايشها.
وانتقد حمزة حالة الإهمال التي تعيشها الهيئة وأعرب عن دهشته من مضي 4 سنوت علي تنفيذ 171 مزلقانا لتصبح مزلقانات الكترونية، ورغم ذلك لم ينفذ سوي 17 مزلقانا حتي اليوم.
وأشار حمزة إلي أن الحادث الأخير غريب من نوعه فكيف تنفصل عربة أو عربتان عن القطار أثناء سيره، مشيراً الي أنها الحادثة الأولي من نوعها.
ولم يستبعد حمزة وجود عيب ما أو مؤامرة لقتل هؤلاء الجنود وأن مثل هذه الحادثة لا تحدث في جمهوريات الموز.
مشكلة قديمة
الدكتور أحمد أبو النور - أستاذ الاقتصاديات والأزمات الحرجة بالجامعات الأمريكية، قال: إن مشكلة حوادث القطارات ممتدة منذ سنوات طويلة وتستمر حتي الآن نتيجة عدم صيانة قطارات السكك الحديدية رغم تقادمها وتهالكها، بالإضافة الي عدم تدريب العاملين بشكل كاف علي التعامل مع مزلقانات السكك الحديدية.
ويقترح الدكتور «أبو النور» وجود وزارة خاصة بالسكك الحديدية تكون منفصلة عن وزارة النقل، مؤكدا أهمية الاستفادة من المشاريع المقدمة للحكومة المصرية قبل الثورة من بعض رجال الأعمال أو علماء النقل التي تسمح بربط مدن كثيرة ببعضها البعض لتكون بعيدة عن خطوط النقل التقليدية.
وأوضح صعوبة حصر حجم خسائر حوادث القطارات لأن الخسائر هنا دائماً ما ترتبط بالأرواح البشرية، بينما المعدات متهالكة يعتبر عمرها الافتراضي منتهياً.
دراسات حبيسة الأدراج
الدكتور عبدالقادر لاشين خبير الأمم المتحدة في مجال النقل بالشرق الأوسط أرجع أسباب كثرة الحوادث في السكك الحديدية إلي غياب المساءلة الحقيقية سواء عن سوء الأداء التشغيلي وهو الأمر الذي يجب أن تحاسب عليه الإدارة الذي يوضح كفاءة الإدارة في استغلال ما هو متاح من طاقات في ظل الظروف السائدة.
وكشفت الدراسة عن الخلل الواضح في متابعة التشغيل ونظم المتابعة والمراقبة والتي تؤدي لكثرة الحوادث.
كما أوضحت الدراسة الخلل القائم في نظام الصيانة وهو ما لا يتم في التوقيتات المحددة أو لا تتم بالمستوي المطلوب والسماح للقطارات بالسير دون المستوي المطلوب رغم وجود شركات مسئولة عن الصيانة.
واستمراراً لمسلسل قطارات الموت الذي فشلت الحكومات المتعاقبة في وقفه بعد عجزها عن حل مشاكل السكك الحديدية وتوفير إجراءات السلامة للركاب في هذا القطاع الهام، الذي يتساقط فيه مئات القتلي سنوياً، وقع أمس الأول حادث قطار البدرشين، الذي أدي لوفاة ما يقرب من 19 وإصابة 120 آخرين، نتيجة خروج العربتن الأخيرتين من قطار مجندين عن القضبان عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين، وكان قطار البدرشين الحربي يقل نحو 1328 مجنداً من قوات الأمن المركزي.
تاريخ أسود
هذا الحادث المؤلم يعيد إلي الأذهان ما شهدته مصر علي مدار السنوات الأخيرة من حوادث مفجعة، مثل حادث أسيوط مؤخراً وكان أبرزها حادث قطار الفيوم، حيث وقع اصطدام بين قطارين أحدهما متجه من القاهرة الي الفيوم والآخر من محطة الواسطي إلي الفيوم حيث كانت جميع السيمافورات الخاصة بتنظيم الحركة والاسطوانات البديلة لها بخط الفيوم معطلة، مما أسفر عن مصرع 3 أشخاص من بينهم سائق قطار الواسطي، وإصابة 46 آخرين، وفي يوليو الماضي، وقع حادث قطاري البدرشين، الذي نتج عنه إصابة 4 مصابين.
وفي اغسطس 2011 الماضي، اصطدم قطار «القاهرة ـ أسوان» أمام محطة ببا بسيارة نصف قتل، ما أدي الي انشطارها نصفين وخروج القطار عن القضبان ومصرع قائد السيارة النقل.
وفي أكتوبر 2010 الماضي وقع حادث قطار المنصورة حيث اصطدم قطار متجه من المنصورة إلي الزقازيق بسيارة أجرة الدقهلية أثناء عبورها مزلقان سندوب مما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 6 آخرين.
وفي عام 2009 الماضي وقع حادث قطار قنا، حيث اصطدم قطار النوم بسيارة نقل في «ابنود» بمركز قنا، أثناء سير القطار في طريقه من أسوان إلي الإسكندرية ما نتج عنه مقتل شخص وإصابة 6 آخرين وفي عام 2008 الماضي، اصطدم قطار قادم من بورسعيد الي سوهاج بسيارة أجرة.
وفي يوليو 2007، اصطدم قطاران شمال مدينة القاهرة وراح ضحيته هما 58 شخصا وإصابة 140 آخرين.
وفي أغسطس 2006 الماضي، اصطدم قطاران احدهما قادم من المنصورة إلي القاهرة، والآخر قادم من بنها علي نفس الاتجاه مما أدي الي وفاة 80 قتيلا، و163 مصاباً.
هذا فضلا عن حادث قطار العياط الذي يعد من أكثر الحوادث بشاعة والذي وقع في فبراير 2002، عندما اندلعت النيران بإحدي عربات القطار رقم 832 المتجه من القاهرة إلي أسوان. ونتج عن الحادث مقتل أكثر من 350 راكباً.