عودة "مطاريد الجبل" في أبو زعبل واسماء بعض المشتبة بهم

تاريخ النشر: الثلاثاء 2 اكتوبر 2012 - 17:52:36 آخر تحديث: الأربعاء 3 اكتوبر 2012 - 05:05:16

جريدة الوادي

كتب - محمد نصر ومعتز الجمل

حادث اعتداء البدو من قرية عرب جهينة على أهالي مساكن أبوزعبل وعمال ورش السكة الحديد بالمنطقة يتشابه بدرجة كبيرة مع الروايات التي كنا نسمعها ونشاهدها في المسلسلات عن المطاريد لكنها اليوم جاءت من البدو التابعين لمناطق "عرب الجهينة وعرب التربة أو الصوالحة".

تبدأ القصة منذ أكثر من 25 عاما بسبب أرض الورش أو الشونة المملوكة لإدارة السكة الحديد بأبوزعبل وسميت بالورش لأنها كانت مملوكة للسكة الحديد كي تستغل لبناء ورش للإصلاح لكنها استخدمت بشكل أخر لا علاقة له بالإصلاح مطلقا فأصبحت شونه للذرة بعد إن استأجرتها إحدى الجمعيات من إدارة السكة الحديد، إلا أن الجمعية لم تستغلها وظلت لمدة 15 عاماً مهجورة فأصبحت مطمعا للبدو؛ و منذ تلك اللحظة بدأ صراع جديد على الأراضي بين البدو و أهالى المساكن.

وفي يوم الجمعة الماضية حاول البدو الاستيلاء على أرض جديدة مملوكة للسكة الحديد و يستخدمها أهالى المساكن كساحه للألعاب الرياضية و نظرا لقربها من جامع السكة الحديد تستخدم في الأعياد و أيام الجمعة كساحه للصلاة أيضاً.

و لكن هذه المرة تصدي الأهالى لهذه المحاولة حيث استغاثت النساء بالاتصال بقسم أبوزعبل و لكن القوة الأمنية بالقسم لم تستطيع السيطرة على الموقف حيث إن عددهم قليل جدا بالمقارنة مع أعداد البدو المسلحين بالأسلحة الآلية والخرطوش مما جعل الشرطة تطلب تعزيزات من رجال الأمن المركزي واستطاعت هذه القوات السيطرة على الموقف واسترداد الأرض المنهوبة.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابه 27 شخصا من الأهالي؛ 25 منهم مصابون بجروح قطعية و طلق خرطوش و شخصين في حالة خطرة؛ الأول يدعى مصطفي ناجي مصاب بطلق ناري في ذراعه الأيسر مما أدي لتهتك في العظم و الأوردة أيضا و مازال محجوزا في مستشفي القصر العيني الفرنساوي حتى الآن؛ و الثاني يدعي أحمد عجمي و مصاب بطلق خرطوش في العين اليسري و قد أجريت له ثلاث عمليات حتى الآن.

"الوادي " كانت هناك في قلب الحدث لتقف على تطورات الأحداث وتنقل حقيقة ما حدث بين الطرفين.

يقول محمد العربي 35 عاما ؛ عامل بالسكة الحديد إن المشكلة ظهرت بسبب محامين للبدو وقد وجه لهم الاتهام بأنهم قاموا بتزوير أوراق تفيد ملكيتهم للأراضي و مع العلم أنهم لم يملكوا تلك الأراضي لكن الطمع يجعلهم يضعون أيديهم على أراضي السكة الحديد و أراضي أخري مملوكه للأهالي ممايتسبب في مصادمات متكررة.

وأكد أحمد مصطفي 28 عاما من أهالي المساكن أنهم شكلوا فريقا من اللجان الشعبية بالمنطقة منذ فترة لتتولي تنظيف الأرض لإقامة الصلاة و تأهيلها للنشاط الرياضي بالإضافه إلي أعمال أخري .

و أرجع أحمد السبب في تلك الفوضى إلي النقص العددي في قوات الأمن بقسم أبوزعبل مما أعطي البدو فرصة للاعتداء علي أهالي المساكن.

بالإضافة إلي نقص الخدمات بشكل عام خاصة الرعاية الطبية بالمنطقة فالمستشفي الحكومي بالمنطقة رغم أنها مجهزة من الداخل بشكل جيد لكنها لا تستقبل مرضي فهي معطلة ولا تعمل و بها غرفة عمليات على مستوي طيب لكن لا يوجد بها أنابيب أوكسجين فلا تستقبل حالات.

أما الحاج أبوعيد 50 عاما فطالب الإعلام التفرقة بين البدو ذوي الأصول والبدو من العربان الرحل قائلا إن البدو ما هي قبائل تتعايش بسلام ولا علاقة لهم بأحد إما العربان عبارة عن عائلات تحاول الاستيلاء على الأراضي و من بينهم ( علوان ابوسيف – رضا ابو سيف – مدحت ابو عوض – ياسر الصوالحي ) وهم أشخاص غير سويين سلوكيا لأنهم يمتلكون من المال الكثير لكنهم يطمعون في رزق البسطاء و وصفهم بقلة الضمير؛ مستشهدا بحادثة وقعت في وقت قريب حيث توفي أحد الاهالى بالمساكن فخرجت الجنازة إلى المقابر لدفن الجثمان والمقابر تقع بالقرب من أرض العربان ولكن الصاعقة التي أصابتهم و التي لم يتخيلها أحد من أهالى المساكن أبداً أنهم وجدوا شواهد مقابرهم مهدومة و خرج عليهم العربان بالأسلحة و منعوهم من دفن الجثمان و تلك الواقعة التي وصفها الحاج أبوعيد "بالكفر" كانت الأكثر ألما من أى حادث سابق.

وأضاف الحاج أبوعيد إن العربان كانوا يمتلكون أسلحة ناريه بالفعل وبعد الثورة سرقوا الأسلحة التي كانت بسجن أبوزعبل في ظل الفوضي والانفلات الأمني .

أكدت مديره مدرسة الورش الابتدائية أن محاولة البدو الاستيلاء على أراضي المساكن بدأت منذ 10 أعوام مضت حيث بدأوا في بداية الأمر بوضع أيديهم على أرض الورش المعروفه باسم الشونة وهي من ارضي الدولة المملوكة لإداره سكة حديد أبوزعبل و التي بررت عدم تدخلها في الموقف بأنها قامت بتسليم الأرض للمحافظة .. الأمر الذي جعل أهالى المساكن يبدأون في زرع المساحات الفارغة من أراضيهم حتى لا يستولي عليها البدو