هشام الصباحي يكتب: حسين سالم .. صندوق مصر الأسود

هشام الصباحي

Sun, 8-01-2012 - 1:05 |

في كل الحوادث المهمة في العالم وخاصة حوادث سقوط الطائرات لابد أن نبحث عن الصندوق الأسود الذي يخزن كل المعلومات وخاصة أن العالم كله يستخدمه منذ بدأ في معرفة هذا الاختراع عند صناعة أول مُسجل (صندوق اسود) عام 1958م وكان أول مسجل عن معلومات الطيران من الاتجاهات والارتفاعات وقد تطور الأمر إلى تسجيل كابينة الطيار وأصوات الركاب وهذا الصندوق دائما هو مفتاح المعرفة في حوادث سقوط الطائرات وقد تم تطويره في السبعينات ليكون قادرا على تسجيل مالا يقل عن 17 نوع من المعلومات وبعد تطور المسجلات النظرية والرقمية لتستطيع تسجيل مالا يقل عن 100 نوع من المعلومات في وقت واحد وذلك عن طريق تلقي المعلومات عن طريق أجهزة حساسة جدا تسجل كل المعلومات الموجودة بداخل الطائرة وخارجها من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة كما يسجل وضع الطائرة في الجو وكل هذا يرتبط بإبرة تسجيل تقوم بتسجيل كل الضغوط الواقعة والطارئة وهي تُشبه إبرة رسم تخطيط القلب ، ومنذ سقوط طائرة صاحب أول ضربة جوية وسقوط نظام مبارك في 11 فبراير عام 2011 دائما أقول لنفسي ولكل أصدقائي أن حسين سالم هو الصندوق الأسود لمصر في مظلة النظام السابق وهو الصندوق الأسود لكل اقتصاديات آل مبارك خلال الثلاثين سنة الماضية ..

دائما أقول لو أن الأمر بيدي لكنت أحضرت حسين سالم إلى مصر ,وأَسقطت عنه كل القضايا التى يمكن أن تكون ضده في مقابل أن يكشف كل مالديه من معلومات عن الاقتصاد المصري والصفقات التى تمت بيده ونيابة عن أسرة مبارك,أو على أقل تقدير قمت بعمل تعديل قانوني يجعلنا نغير آلية السجن من مجرد الحبس بين أربع جدران إلى عقاب العمل لدى الشعب المصري لمدة عدة سنوات وتكون مهمته الأساسية هي تقديمه لكل مايعرفه وما قام به عبر الثلاثين سنة التى كان يحكمنا فيها مبارك ,وكون حسين سالم الصندوق الأسود واضح تمام في كل تصريحاته التى يُدلى بها منذ هروبه مصر حتى هذه اللحظة وقد كان آخرها أن كل المشروعات التي دخلها مع إسرائيل كانت بتكليف رسمي من الرئيس السابق حسني مبارك ومن جهات حساسة أخري في مصر رفض الكشف عنها"بمعنى أننا ربما نجد عمر سليمان والمخابرات طرفا في موضوع الاقتصاد الفاسد"، وقد أكد حسين سالم أن تكليف مبارك له بمواعيد اللقاء مع الشركاء الإسرائيليين أو السفر للتعاقد مع إسرائيل كان يتم عبر الدكتور أسامة الباز والمرحوم السفير محمد بسيوني سفير مصر الأسبق لإسرائيل "وهاهو يعلن عن اسمين كانت الصفات تتم على أيدهم..مما يعنى ببساطة أن حسين سالم إذا وجد الفرصة سوف يخلصنا جميعا من كل النظام الفاسد الغير معروف في مصر والذي ربما يكون هو الطرف الثالث أو الأصابع الخفية..التى يتحدث عنها دائما المجلس العسكري عند سقوط شهداء جدد في تظاهرات سلمية كان آخرها معتصى مجلس الوزراء"،وينهى سالم تصريحه بقوله "سوف أظل صامتا حتي تنتهي كل الزوابع".

ومن هذه التصريحات الأخيرة يبدو فعليا أن حسين سالم سوف يكون مفتاح تهريب كل أموال مصر للخارج وسوف يكون مفتاح كل الاتفاقات القذرة والنظيفة معا التى لانعلم عنها شئ.

لابد ان نُفرق بين جرائم جنائية وجرائم اقتصادية ..مثلا حسين سالم مجرد "بياع"..قيل له بيع هذه البلد..فقام ببيع كل ما يقدر عليه وجعل من يبيع لصالحه يمتلك المليارات.. يلا بيع اللي تقدر عليه باعه بمهارة لحسابه وحساب من وكلّه فى البيع حتى أصبحت ثروة كل منهم بالمليارات وبهذا الشكل يكون حقق المطلوب منه كإقتصادي ناجح "بالمفهوم الاقتصادي وليس بالمفهوم الأخلاقي"..لابد أن نستغل وجود آل مبارك فى السجن الآن ونجعل حسين سالم الذي يعرف الجميع أنه اقرب الأشخاص إلى الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فالعلاقة بينهما تمتد لفترة طويلة من الزمن بحكم أن كل منهما عمل طياراً في فترة كبيرة من حياته، وقد تعرفا على بعضهما البعض في هذا المجال، واستمرت العلاقة بينهما حتى بعد تولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم في عام 1981 حتى سقوطه فى 11 فبراير عام 2011 ..ليكشف لنا حسين سالم كل الملفات السرية فى هذه العلاقة وخاصة العلاقات التجارية والإقتصادية التى أوصلت هذه البلد إلى الثورة