admin Admin
المساهمات : 3578 تاريخ التسجيل : 11/11/2010
| موضوع: في قطار الشرق: المأساة من القاهرة إلي بلبيس والعكس السبت أكتوبر 08, 2011 10:19 am | |
|
تحقيق:انجي البطريق رحلة معاناه.. هي الوصف الأدق لما يتكبده رواد قطارات الأقاليم سواء كانت خط الشرق أو المناشي أو منوف أو غيرها من قطارات الصعيد. الجميع تهان آدميته في قطارات الدرجة الثانية والثالثة بشكل عام معتبرين المواطن الذي يركبها من أقل الدرجات الانسانية.
وهذا أمر مرفوض, ولكن يبدو أن التطوير الذي تلوكه ألسنة المسئولين بهيئة السكة الحديد ليس إلا مجرد كلمات, قررت أن أخوض الرحلة المريرة التي قامت يوم الاثنين الماضي الساعة العاشرة إلا ربعا بعد تأخير أكثر من نصف ساعة وهي الرحلة المعروفة باسم قطار الشرق رقم334 والقادم من المنصورة متجها إلي القاهرة. وبعد أن تحرك القطار بدأ طوفان الباعة الجائلين يجوبون القطار ذهابا وإيابا, والويل كل الويل لمن يعترض علي ما يفعلون أو طريقتهم في الحديث فعلي حد قول أحدهم يكون قد أذي نفسه.. فتنهال عليه الشتائم دون أن يجد رادعا. وانتهت القصة بمحاولة استعطاف لهذا البائع, وهنا أكد لي أحد الركاب أن مشكلة الباعة ليست هذه فقط بل مشكلتهم أن هناك من ينقل البضائع منهم سواء كانت طيورا أو ألبانا وغيرها علي اختلاف أنواعها دون قيد وإذا اعترضنا لتضررنا من الروائح الكريهة وإتساخ ملابسنا تجد الرد مش عاجبك أنزل وهذا القطار هو الحل الوحيد.. حيث أحضر يوميا من شبين القناطر إلي مقر عملي برمسيس وهو يتناسب مع دخلي والبديل صعب. وهنا قاطعه هاشم محمد ـ طالب ـ مؤكدا أن تلك النوافذ المتهالكة والتي لا يوجد بها أثر لزجاج شباك واحد.. فالهواء في كل إتجاه خاصة مع الساعات المبكرة.. ناهيك عن تأخر القطار بشكل مستمر مما يؤخرنا عن محاضراتنا..وليس لدينا سوي القطار نظرا لبعد المسافة.. حيث أحضر إلي القاهرة يوميا من الشرقية. ويستكمل عبدالعال عيد ـ موظف ـ الحديث قائلا: إن طلبة الجامعة مع بداية العام الدراسي يصابون بالاختناق من شدة الزحام. وتشكو سارة صابر ـ طالبة ـ من معاكسات الشباب لها ولزميلاتها في القطار خاصة انهم لا يجون من يردعهم في ظل غياب الأمن داخل القطار وبالذات في الفترات المسائية عند عودتنا من المحاضرات, حيث يحل الليل داخل القطار الذي يخلو من لمبة واحدة تعمل.. فالظلام الحالك يحل قبل السابعة مساء في أيام الشتاء ولا نجد أمامنا سوي الاحتماء ببعضنا البعض والجلوس بجوار الكبار ممن نطمئن لهم. أما المشكلة التي لم أعرف سببها وشرحها الحاج فتحي أبو عيسي تاجر ـ قائلا إن شباك التذاكر لا يفتح إلا قبل تحرك القطار بدقائق معدودات تجعل المسن مثلي يجري مهرولا.. والسبب في ذلك أن موظفي الشباك يستغلون ضيق الوقت ويقتطعون النقود الباقية لسعر التذكرة والراكب يضطر لتركها حتي يلحق بالقطار.. ناهيك عن سوء حالة دورات المياه داخل القطار وما ينبعث عنها من روائح بشعة. أما فضيلة عبدالرحمن ـ مدرسة ـ فتؤكد أنها تركب القطار من بلبيس إلي شبين القناطر يوميا فهو الوسيلة الوحيدة التي تعد أفضل من السيارات النصف نقل.. ولكن التدافع في الصعود والهبوط والزحام وتطاول بعض الأفراد غير المسئولين علي السيدات يجعل هذا الزحام شديد السوء بالنسبة لنا.. لكننا مضطرون لأنه ليس لدينا خيار آخر. وتقاطعها هالة رضا ـ طالبة ـ مؤكدة انها كانت قادمة من السويس في قطار الدرجة الثالثة منذ أيام قليلة وتعطل القطار في منطقة الجفرة وظل أكثر من6 ساعات دون أن يلتفت الينا أحد من المسئولين حتي جاءوا إلينا وقاموا بإصلاح القطار المعطل.. وكان بيننا وبين أقرب رصيف مأهول بالبشر نحو15 كيلو مترا ومعنا ما يكبلنا ولا يجعلنا نستطيع السير بامتعتنا التي نحملها وكانت معي والدتي ولا نجد من يحمينا في هذا المكان وفي الظلام الحالك واستسلمنا للانتظار مثل عشرات غيرنا من الركاب. واعترض حامد ربيع ـ عامل ـ علي توقف القطار السريع في محطات متعددة أثناء سيره لإنزال عمال هيئة السكة الحديد خاصة في المحطات بين قليوب وشبين القناطر ويقصد قطار343 القادم من القاهرة متجها للصالحية وكأنه قطار عادي وليس سريعا.
| |
|