العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
عزيزى الزائر
نرجو من سيادتك اذا كان لديك موضوع اومقترح لتطوير مجالات العمل فى الهيئة القوميةلسكك حديد مصر اومترو الانفاق نرجو الاتصال بنا أو ابلاغنا فى القسم المخصص للمنتدى أو الاتصال على الموبايل الاتى:-
0125040673
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
عزيزى الزائر
نرجو من سيادتك اذا كان لديك موضوع اومقترح لتطوير مجالات العمل فى الهيئة القوميةلسكك حديد مصر اومترو الانفاق نرجو الاتصال بنا أو ابلاغنا فى القسم المخصص للمنتدى أو الاتصال على الموبايل الاتى:-
0125040673
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحترف




المساهمات : 824
تاريخ التسجيل : 14/11/2010

صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب Empty
مُساهمةموضوع: صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب   صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب Emptyالأحد أكتوبر 02, 2011 1:56 pm








يُقال إن اليونان هى ”مهد حرية الرأى“. وفى الحقيقة هذا رأى خاطىء، يجب
علينا أن نتتجنبه. لقد مرت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التى يفهمها
الإنسان البسيط بصراع طويل ومرير فى نفس الوقت. فمن الذى حارب صدور ترجمة
يونانية يفهمها الرجل البسيط؟







لن تصدق! إنهم رجال الدين أنفسهم!!
إنهم نفس الرجال الذين يريدون نشر كلمة الرب وتعليمها الشعب!
إنهم رجال الدين الذين يريدون احتكار هذا الدين وهذا الكتاب لأنفسهم!
إنهم رجال الدين الذين تصارعوا وتحاربوا وقتلوا وقُتلوا من أجل تمرير كتاب
يريد البعض أن يجعله مقدسًا ، وينسبه للرب ، ولا يريد الآخر ذلك!!
إنهم رجال الدين الذين تقاتلوا من أجل تعريف محدد لشخص يسوع أو أمه فى مجمع نيقية والمجامع التى تلتها!!
إنهم رجال الدين الذين كذبوا على شعوبهم وأبادوا الكثير من خلق الله فى
حروب الرب المقدسة ، سواء كانت ما تُعرف باسم الحروب الصليبية ، أو غيرها!!
فما هى المصلحة التى يجنيها هؤلاء من وراء منع وجود كتاب مقدس بأيدى الناس
يسترشدون به فى حياتهم ، ويعرفون من خلاله أوامر الرب ونواهيه؟
قد يظن البعض أنه توجد لغة يونانية واحدة ، وهى التى يتكلمها شعب اليونان.
وهذا صحيح بشرط ألا ننسى أنه مرت على اللغة اليونانية أزمنة تغيرت فيها
اللغة تمامًا ، حتى أصبحت اللغة التى مر عليها عدة قرون لا يفهمها الناس.
ومن ثم تدعوا الحاجة إلى وجود تحديث لهذه اللغة وللكتب التى يتعلم منها
الناس ، وإلا لأدى هذا إلى انتشار الجهل بينهم ، ولكان وصف القرآن لا يحيد
عنهم: فسيكونون حينئذ كالأنعام تحمل أسفارًا ، لا تفهم ما بها.
ففى الحقيقة يجب أن يعرف الناس أن اليونانية التى كتبت بها الترجمة
السبعينية للعهد القديم لتختلف اختلافًا بيِّنَا عن اللغة اليونانية التى
يتحدثها الشعب اليونانى اليوم. فمنذ حوالى 600 عام (أى عام 1400 تقريبًا)
أصبح اليونانى لا يفهم هذه اللغة التى كتب بها كتابهم المقدس تمامًا.
وأصبحت بالنسبة لهم لغة أجنبية يجب عليهم تعلمها ، مثل الإنجليزية أو
العربية. فقد حلت تعبيرات جديدة محل القديمة ، وتغيرت مفردات الثروة
اللغوية، وقواعد النحو وكيفية بناء الجملة بصورة تامة.
فهل تترك القراءة وتتفكر ماذا يعنى هذا وتتدبره؟
إن هذا لا يعنى إلا أنه ظل الكتاب الذى يقدسونه مهجورًا ، لا يعرف عنه
العامة شيئًا مدة من الزمان تقدر ب 1700 عام ، حيث صدرت السبعينية فى القرن
الثالث قبل الميلاد. ولن تنتهى حرب رجال الدين على صدور ترجمة مفهومة
واحتكارهم فهم الكتاب الذى يقدسونه إلا فى بداية القرن العشرين ، أى 23
قرنًا من الجهل والتجهيل ، وعدم وجود كتاب بين أيدى العامة!! فهل تدبر
القارىء تجهيل رجال الدين لهم ، فى طرحهم لسؤال: كيف يُحرف الكتاب المقدس؟
فهل جمعوا كل النسخ التى بأيدى الناس وغيروا ما بها؟ فلم يكن بأيدى الناس
نسخًا من الكتاب الذى يقدسونه!!
ولكننا لا نريد أن نجور على حق بعض المترجمين، ولا نهمل بعض الجهود التى
بُذلت فى سبيل وجود ترجمة بين أيدى الناس أو حتى المتخصصين. فمجموعة
المخطوطات التى ترجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس عشر تُظهر أنه تمت
جهودًا كبيرة لترجمة السبعينية إلى اليونانية الحديثة التى يفهمها الناس
آنذاك.
وهذا لا يعنى إلا أن لغة السبعينية أصبحت غير مفهومة منذ القرن الثالث
الميلادى. ويتملكك العجب وتتساءل: هل منذ القرن الثالث الميلادى إلى بداية
القرن العشرين كان يُحرم الأرثوذكس على اليونانيين وجود ترجمة للسبعينية
بين أيدى الناس بلغة يفهمونها؟ وكل ذلك على الرغم من وجود تراجم أخرى بلغات
أخرى منذ القرن السادس عشر، واكتشاف الطباعة فى القرن السادس. بمعنى أن
هناك فترات زمنية ليس للكنيسة حجة فى نسخ الكتب سواء باليد أو عن طريق
الطباعة.
ففى القرن الثالث قام أسقف نيو قيصرية جريجور (حوالى 213-270) بترجمة كتاب الجامعة من السبعينية إلى لغة يونانية مبسطة.
وفى القرن الحادى عشر ترجم طوبيا بن إليعازر ، وهوأحد اليهود القاطنون فى
مقدونيا ، أجزاء من الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم من السبعينية إلى
اللغة اليوانية المستعملة فى عصره. واستخدم فى ذلك الكتابة العبرية للقارىء
اليهودى القاطن فى نفس البلد، والذى لم يكن يتكلم إلى اليونانية ، ولكنه
لا يقرأ إلا الحروف العبرية. ولم تُنشر ترجمة كاملة للأسفار الخمسة الأولى
لهذه النوعية من التراجم إلى فى القسطنطينية عام 1547م. واستمر هذا التجهيل
للشعب حتى بعدما وقعت المناطق الناطقة باليونانية تحت السايدة العثمانية
فى القرن الخامس عشر.
أى إن الإسلام تسبب فى فتح أعين اليهود والنصارى على واقع كتبهم، وهذا
يُضاف إلى قائمة فضل الإسلام على نصارى ويهود المناطق التى فتحها.
وعلى الرغم من تمتع الكنيسة الأرثوذكسية بمميزات كثيرة فى ظل الحكم
العثمانى، إلا أنها أهملت رعاياها وتركتهم فى جهلهم يحيون حياة القروى
البائس. وهذا ما قاله الكاتب اليونانى توماس شبيليوس. لقد لاحظ أن ”الهدف
الكبير للكنيسة الأرثوذكسية ونظامها التعليمى يتمركز حول حماية متناولى
القربان المقدس لديهم من تأثير الدعاية الكاثوليكية والإسلامية. الأمر الذى
جعل التعليم فى اليونان يسير فى محله دون أدنى تقدم“.
كما تمت 18 ترجمة مختلفة لسفر المزامير فى الفترة ما بين 1543 إلى عام 1835 إلى اللغة اليونانية التى يفهمها الشعب اليونانى.
وكان أول من ترجم الكتاب المقدس للمسيحيين كاملاً إلى لغته اليونانية
السائدة فى عصره هو الراهب اليونانى ماكسيموس الكالبوليتى عام 1630. وقام
بهذا العمل تحت إشراف كيرولس لوكاريس بطريارك القسطنطينية وحمايته. ويُعرف
عن هذا البطريارك أنه كان يريد إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية. إلا أن لوكاريوس
كان له أعداء كثيرون من داخل الكنيسة نفسها، وهم الذين أجهضوا هذه
المحاولة، ورفضوا وجود ترجمة للكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها
الشعب. فاتهموه بالخيانة العليا ، وخُنق باليد.
ولا يسعنى هنا إلا أن أذكر أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن التعاليم التى نسبت
ليسوع ، والتى تنادى بمحبة الآخرين ولو كانوا الأعداء أنفسهم: (39وَأَمَّا
أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ
عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ
أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ
أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ.
........ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا
إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ
وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 39-44
إلا أنه فى عام 1638 تم طباعة 1500 نسخة من ترجمة ماكسيموس ، وبسبب هذه
الترجمة أصدر المجمع الكنسى المنعقد عام 1672 ، أى بعد مرور 34 عام من صدور
هذه الطبعة ، قرارًا يقضى بأنه ”لا يُسمح بقراءة الكتاب المقدس لكل إنسان،
ولا يُسمح بذلك إلا لأولئك الذين تلقوا الدراسة الضرورية للتعمق فى روح
هذه المعانى“. وهذا لا يعنى إلا تحريم قراءة الكتاب المقدس إلا على رحال
الكهنوت المثقفين فقط!!
وفى عام 1703 حاول الراهب اليونانى سيرافيم ، (وترجع جذور نشأته إلى جزيرة
ليسبوس)، تنقيح ترجمة ماكسيموس وإعادة نشرها ، وعندما لم يتلق الدعم الذى
وعده به البلاط الملكى الإنجليزى ، قام هو بطبعه على نفقته الشخصية ، وقد
أوضح سيرافيم فى خطاب حماسى ملتهب أهمية أن يقرأ الكتاب المقدس كل مسيحى
مؤمن، واتهم القيادة العليا للمسيحية بالتستر على التصرفات الخاطئة ، الأمر
الذى يؤدى إلى غياب الشعب فى جب الجهل.
وكما كان متوقعًا، فقد قُبضَ عليه فى روسيا بتدبير من أعدائه الأرثوذكس، ونفى محرومًا إلى جزيرة سيبريا ، حيث مات هناك عام 1735م.
ولا يستطيع إنسان تخيل مدى اشتياق الشعب اليونانى آنذاك إلى وجود كتاب مقدس
يقرأ فيه كلمة الرب التى يؤمن بها!! ولكن هيهات هيهات فى وجود رجال
الكهنوت الذين يستفيدون من جهل شعوبهم! ونلمس هذا الاشتياق من تعبير كتبه
فيما بعد أحد رجال الدين اليونانيين بمناسبة صدور نسخة منقحة لترجمة
ماكسيموس. فقد قال: ”لقد تلقى اليونانيون الكتاب المقدس بكل مشاعر الحب
والاشتياق، وقرأوه، وأحسوا كم ارتاحت أرواحهم من العذاب الذى كان يؤرقها من
عدم وجوده، وازدادوا إيمانًا على إيمانهم ....“.
إلا أن قادتهم الدينيين تخوفوا من ضياع هيبتهم المسيحية وذهاب زعامتهم
الدينية إذا فهم الناس الكتاب المقدس من تلقاء أنفسهم. لذلك أصدرت
البطرياركية عام 1823 ، وكررت ذلك عام 1836 مؤكدة على وجوب حرق نسخ هذه
الترجمة من الكتاب المقدس.
إن العداوة الكبيرة من ناحية ، والرغبة الجامحة لمعرفة الكتاب المقدس من
ناحية أخرى كانوا بمثابة كواليس المسرح والمحرك الخفى وراء الأحداث
القادمة. إن الشخصية المرموقة التى لعبت الدور القادم فى ظهور ترجمة أخرى
باليونانية التى يفهمها الشعب هو عالم اللغة القدير، وأحد علماء الكتاب
المقدس نيوفيتوس فامفاس. وقد كان بصفة عامة مُعَلِّم الأمة.
وقد كان فامفاس على علم تام بأن الكنيسة الأرثوذكسية مسئولة عن الجهل
الدينى للشعب ، وكان على اقتناع تام بضرورة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة
اليونانية التى يفهمها الناس ليوقظ إيمانهم. وبتأييد من علماء آخرين بدأ
عام 1831 بترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الأدب اليونانى ، ونشر ترجمته
الكاملة عام 1850 بمساعدة جمعية الكتاب المقدس البريطانية ، حيث رفضت
الكنيسة الأرثوذكسية أن تساعده فى عمله هذا. ولم تكتف بالتزام الصمت حيال
هذه الترجمة ، بل وصمت فامفاس بالبروتستانتى المعارض، الأمر الذى تسبب فى
احتقار الكل له ، ونبذ ترجمته.
فلك أن تتخيل أن رجال الكهنوت كذابون، وينتهجون سياسة الغاية تبرر الوسيلة!
أليس هذا هو نفس النهج الذى سار عليه رب الكتاب الذى يقدسونه عندما اتحد مع
الشيطان ، ووافقه على الكذب لإغواء أخاب؟ (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً
كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ،
وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ
يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ
وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ
هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ:
أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ
وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ:
إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول
22: 19-22
أليست هذه نفس السياسة التى انتهجها رب الصهيونية عندما أمر موسى بالكذب
على المصريين لسرقة حليهم، بل ساعدهم بسلطته الإلهية بأن جعل المصريين
يوافقون على اقراضهم هذا الحلى؟ (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ
فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ
تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا
وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ
وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ
الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
(35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ
الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً.
36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ
حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
فماذا علمهم كتاب الصهيونية غير الكذب وتجهيل الشعب؟ لقد قاست أوروبا على
مدى ألف سنة حكمها فيها المسيحية ورجالها من ذل الجهل والمرض الفكرى
والعضوى والإقتصادى والعلمى ، حتى طُلِّقت المسيحية منها للأبد، على النقيض
من الإسلام الذى كان منارة العلم والفكر والتقدم للمسلمين ، حتى تخلوا
عنه، فكان جزاؤهم الجهل والتخلف ، وتجمعت عليها الأمم ، كما تجتمع الأكلة
على قصعتها ، وما هم بقليل ، بل هم كثيرون مثل غثاء السيل!!
قلنا لقد ترجم فامفاس الكتاب المقدس ، ولكن لم نتعرض لأى نسخة استخدمها فى
ترجمته هذه؟ لقد استعمل فامفاس نسخة الملك جيمس فى إصدار ترجمته ، وبالتالى
أخذ عنها كل نقص اعتراها ، مستخدمًا نفس النص الذى كان متوافرًا آنذاك ،
ونفس النهج اللغوى. وظلت لعدة سنوات هى أفضل التراجم المتاحة للكتاب المقدس
باللغة اليونانية الحديثة. لكن المثير للدهشة وجود اسم الرب بصيغة ”يهوه“
فى (التكوين 22: 14، والخروج 6: 3 ، و17: 15 ، والقضاة 6: 24).
وبصورة عامة لقد استقبل الناس هذه الترجمة المفهومة نسبيًا بفرح غامر،
لدرجة أن تناثرت شائعة وجود جمعية الكتاب المقدس البريطانية الأجنبية على
أحد المراكب التى رست على أحد جزر اليونان، فأحاط بها العديد من الأطفال
بمراكب أخرى، وكان كل منهم يريد نسخة من الكتاب المقدس المترجم ، حتى اضطر
قائد المركب للإبحار، خوفًا من نفاد خزينه من الكتب المقدسة فى هذا المكان
فقط.
إلا أن الأعداء لم يقفوا مكتوفى الأيدى، وقد حذر القساوسة الأرثوذكس الناس
من هذه الترجمة من الكتاب المقدس، بل صادروها فى أثينا. وفى عام 1833 أمر
أسقف جزيرة كريت بإحراق كتب العهد الجديد التى اكتشفها فى أحد الأديرة، حيث
خبأ أحد القساوسة نسخة منه ، كما خبأ الناس فى القرى المجاورة كتبهم
المقدسة، حتى غادر رجال الدين الجزيرة.
وبعد مرور عدة سنوات على هذا الحدث حرم المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية
فى جزيرة (كورفو) تداول ترجمة فامفاس ، فلم يسمح لها بعد ذلك بالتداول فى
الأسواق، وتم إبادة النسخ الأخرى الموجودة. كما أدت اعتداءات رجال الدين
المحليين إلى حرق كل نسخة من الكتاب المقدس عثروا عليها، أو أحرقها الناس
بمحض إرادتهم خوفًا على أنفسهم من بطش رجال الدين وملائكة الرحمة. الأمر
الذى أدى إلى زيادة رغبة الناس فى الحصول على ترجمة للكتاب المقدس!!
وفى سبعينيات القرن التاسع عشر (1870 تقريبًا) أقرت الملكة ”أولجا“ ملكة
اليونان بجهل الشعب اليونانى بكتابه المقدس. وكانت تعتقد أن معرفة شعبها
للكتاب المقدس سوف يقويه ويواسيه، وتمنت أن يترجم الكتاب المقدس إلى
اليونانية التى يفهمها الشعب بصورة أفضل من يونانية فامفاس. وقد شجع
بروكوبيوس رئيس أساقفة أثينا ورئيس المجمع المقدس الملكة فى أمنيتها ، ولكن
بصورة غير رسمية. فعندما طالبت المجمع المقدس بالموافقة الرسمية على ترجمة
الكتاب المقدس ، وطرحه فى الأسواق ، قوبل طلبها بالرفض من بروكوبيوس نفسه.
كما لو كان لسان حاله يقول: ”على جثتى أن يفهم أتباع الكنيسة هذا الدين،
أو يقتنى أحد منهم كتابًا يفهم منه عقيدته، فما تقوله الكنيسة هو الدين،
وكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء ، وكل ما تحله على الأرض
يكون محلولاً فى السماء“. ولكنها أصرت على طلبها هذا ، كما لو كان اسان
حالها يكرر مع بروكوبيوس نفس ما قاله يسوع لبطرس: ”اذهب عنى يا شيطان أنت
معثرة لى“، فتقدمت فى عام 1899 بتقديم طلب آخر ، ولكن رُفض أيضًا. إلا أنها
تخطت هذا الرفض وقررت أن تصدر طبعة محدودة على نفقتها الخاصة ، وكان ذلك
عام 1900.
وفى عام 1901 نشرت الجريدة الأثينية الرائدة (أكروبوليس) أنجيل متى باللغة
الديموطيقية (اليونانية الحديثة) لأكسندر باليس ، الذى كان يعمل مترجمًا فى
ليفربول (إنجلترا) ، وكانت رغبة باليس والعاملين معه هو تثقيف الشعب
اليونانى، والتخلص من هزيمة الأمة.
إلا أن طلاب اللاهوت وأساتذتهم قد هاجموا هذه الترجمة، واتهموها باحتقار
ميراث الأمة اليونانيو الغالى، وتدنيس الكتاب المقدس. واستنكر يواكيم
الثالث بطريارك القسطنطية الترجمة، ورفضها فى تصريح علنى، وأدت المجادلة
الحادة إلى نزاع سياسى، حيث عاداه المعسكر السياسى المعارض بصورة سيئة
النية استغلالاً لأغراضهم. وابتدأ جزء مؤثر من الصحافة الأثينية بمهاجمة
ترجمة باليس ومؤيديها ، ووصفتهم بأنهم ”كفار“ و”خائنين“ و”عملاء القوى
الأجنبية“ التى تريد زعزعة استقرار المجتمع الأثينى.
وتفاقم الأمر وتدهور حتى قام الطلاب من الخامس حتى الثامن من نوفمبر عام
1901 باضطرابات ، أيدتها عناصر محافظة متطرفة من الكنيسة الأرثوذكسية
اليونانية. وهاجم الطلاب أماكن إدارة الجريدة (أكروبوليس)، وسارت المظاهرة
حتى ميدان الملك ، واحتلوا جامعة أثينا وطالبوا بإقالة الحكومة. وأسفر هذا
الإضطراب إلى موت ثمانية أشخاص على إثر اصطدام بينهم وبين رجال الجيش.
وفى اليوم التالى أقال الملك رئيس الأساقفة بروكوبيوس ، وبعدها بيومين قدمت
الحكومة استقالتها. ثم بعد مرور شهر من هذه الأحداث قام الطلاب مرة أخرى
بمظاهرة وأحرقوا علانية نسخة من ترجمة باليس ، ونددوا بشعارات ضد هذه
الترجمة ، وطالبوا بتشديد العقوبة على كل من يحاول فى المستقبل أن يترجم
الكتاب المقدس. فهو حكر عليهم وحدهم. والموت عقوبة من يحاول أن يفهم دينه
مثلهم أو عن طريق أحد غيرهم!!
وقد أدى هذا إلى تحريم ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليونانية الحديثة، وهو أسوأ ما فى تاريخ ترجمة الكتاب المقدس.
وقد رفع هذا الحظر ابتداء من عام 1924. ومنذ ذلك الوقت وباءت بالفشل كل
محاولات رجال الدين المتتالية لمنع ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة
اليونانية الحديثة. وبمرور الوقت بذل العلماء وأساتذة الجامعات كل ما فى
وسعهم لإصدار طبعة من الكتاب المقدس باللغة اليونانية التى يفهمها الشعب ،
وأدى هذا إلى وجود 30 ترجمة مختلفة من الكتاب.
فكيف كان الكتاب المقدس منتشرًا، وقد منعت ترجمته، ومنع العامة من قراءته؟
رد باقتباس


صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب Infoعدد
القراء : 457 124 - التعليقات:


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صراعات دموية لمنع ترجمة كلمة الرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وصف الكتاب الرب بأنه الملعون:
» وصف الكتاب الرب بأنه جاهل وضعيف:
» وصف الكتاب الرب بأنه لُعبة فى أيدى الشيطان
» وصفه الكتاب الرب بأنه محرض على الزنى:
» وصف الكتاب بأن الرب غير عليم وأن علمه لحظى وليس بأزلى:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو :: الأســـــــــــرة والمــــجــــــتـــــــمــــــع :: الـديـن والـدنـيـا-
انتقل الى: