admin Admin
المساهمات : 3578 تاريخ التسجيل : 11/11/2010
| موضوع: انشقاق تاريخي في الكنيسة.. وتهديدات بمقاضاة البابا في المحاكم الجمعة سبتمبر 30, 2011 2:28 pm | |
| اشرف فهيم
أحداث مثيرة شهدتها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خلال الأيام القليلة الماضية عقب تصاعد أصوات المطالبين بعزل نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها ورئيس المجلس الإكليريكي المعني بشئون الأحوال الشخصية للأقباط، فقد دعا القائمون علي مؤسسة "دعم حق الأقباط في الزواج الثاني" لحالة من العصيان المدني تجاه الكنيسة وتقديم ما يشبه الاستقالات الجماعية من الكنيسة المصرية وهو إجراء صوري يقصد به المعني حيث لا يوجد في الشريعة المسيحية ما يسمي بالاستقالة. وسرعان ما تطورت الأحداث داخل الكنيسة حيث تضامن العشرات من موظفي ومسئولي المجلس الملي العام والمجلس الإكليريكي مع الأقباط المطالبين بحق الطلاق لبند استحالة العشرة الذي تأخذ به المحاكم المدنية وأيضا حقهم في الزواج الثاني غير المشروط حيث يري هؤلاء أن بند استحالة العشرة لا يوجد فيه طرف مخطئ وآخر مجني عليه، لذا فمن حق الطرفين الحصول علي تصريح بالزواج الثاني. وعن سر تصاعد الأزمة قال مايكل العشري أحد أقطاب دعاة العصيان إن المحتجين داخل الكاتدرائية قد التقي بعض منهم بالأنبا بولا رئيس المجلس الذي أكد لهم أن الكنيسة لن تعترف سوي بالطلاق لعلة الزنا إعمالا بالآية القائلة "من تزوج مطلقة إلا لعلة الزنا فقد زني بها"، وقال أيضا إن من يرفض الانصياع لقوانين الكنيسة فأمامه الزواج المدني ولا يطلب موافقة الكنيسة فهو زواج محرم وغير شرعي. تلك الرسالة التي كررها كثيرا رئيس المجلس الإكليريكي أثارت احتقان الآلاف من أصحاب دعاوي الطلاق والزواج الثاني الذين يغلق الأنبا بولا في وجوههم كل الأبواب ويترك لهم الزواج المدني كحل وحيد يعرضهم للكفر والزنا بديلا عن الزواج الشرعي داخل كنيستهم.. وقال العشري إن الأقباط الذين يبحثون عن حل لحياتهم الزوجية المعطلة قد يصل عددهم إلي 40 ألفاً لكن من تقدم منهم بطلبات رسمية للكنيسة ودعاوي قضائية لدي المحاكم أقل من ذلك بكثير، وأوضح أن أغلب هؤلاء يعانون مشكلات زوجية منذ أكثر من 20 عاما وهناك فتيات لم يكملن العام الواحد داخل عش الزوجية وقد عدن لمنازل أسرهن ويعانين مشكلات زوجية لسنوات طويلة لم يرين خلالها أزواجهن وجميعها شروط تتوافق مع بند استحالة العشرة لكن الكنيسة لا تعترف بذلك فيما يشعر الأقباط بأنه عقاب إلهي كنسي. داخليا لا يزال البابا شنودة الثالث بطريرك الأرثوذكس متمسكا بقوة بالأنبا بولا رئيسا للمجلس الإكليريكي رغم المطالبات القبطية التي تصل لآلاف الطلبات بإقالة الأخير وتعيين أسقف آخر ولعل أبرز المرشحين لخلافته هو الأنباء موسي أسقف الشباب نظرا لمواقفه المساندة لجبهة الشباب القبطي ويملك خلفية واسعة حول مشكلاتهم وأسباب حدوث الأزمات الزوجية وطرق علاجها وكيفية الخروج بهم من نفق الطلاق والزواج الثاني، كما رشح المحتجون الأنبا روفائيل أسقف عام وسط القاهرة الذي يرتبط بعلاقات قوية مع جموع الشعب القبطي الذين يتابعون صلواته وعظاته وأحاديثه الدينية ويرون فيه الأسقف الحكيم الودود بل إن البعض منهم يرشحه بطريركا يخلف البابا الحالي. البابا شنودة الثالث أعلن تمسكه بأسقف طنطا في منصبه الرسمي داخل الكاتدرائية رغم قيامه بتجميد عمل المجلس مؤقتا كنوع من التسكين لمئات الغاضبين المحتجين الذين يستعدون لاعتصام مفتوح لحين إقالة من سمح لرجاله بإطلاق الكلاب البوليسية علي المتظاهرين وسمح لحراسته بضرب الأقباط داخل حرم الكاتدرائية. ومن جهة أخري يري البابا أن الانصياع لطلبات المحتجين يعتبر تقليلا من هيبة الكاتدرائية وهيبة البطريرك وقد يكون بداية لطلبات اخري بسقف أعلي ربما لن تتمكن الكنيسة من تنفيذها. وفي الاتجاه المعاكس يقول وكيل المكتب البابوي إن البابا لا يعاند أبناءه المحتجين لكنه يري أن إقالة رئيس المجلس ليست حلا فالقانون الكنسي واحد سواء كان الأنبا بولا أو غيره فالرئيس الجديد للمجلس سوف يلتزم بنفس القرارات والشروط الخاصة برفض الطلاق إلا لعلة الزنا أو عمل بطلان زواج إذا توافرت أركانه الخاصة بالكذب وإخفاء مرض خطير أو عجز عن الطرف الآخر قبل الزواج. وأكد مصدر مسئول بالمجلس الملي العام "الموقوف عن العمل"، أن أغلب موظفي المجلس والمجلس الإكليريكي قد طلبوا منه قبول استقالتهم تضامنا مع الأقباط وللضغط علي البابا ليوافق علي تعديل لائحة الطلاق والزواج الثاني بما يتماشي مع العصر الحديث ويرفع الضغط علي آلاف الأسر والأزواج المصريين الذين يعانون أشد المعاناة من المشاكل الزوجية ويطلبون التصريح ببطلان الزواج لاستحالة العشرة.
| |
|