نكاح السيدة مريم العذراء
للعلم فقط النكاح هو عقد الزواج والمعاجم العربية تؤكد ذلك (183)
ولكن سنأخذ على سبيل المثال مرجع مسيحي حتى لا يكون مرجعية إسلامية . فيؤكد ذلك الراهب أثناسيوس في سلسلة الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية (184) وإليكم صورة من الكتاب
[img]
[/img]
وبغض النظر عن كلمة نكاح ( زواج ) فإن النصارى يؤمنون بأن مريم نٌكحت(تزوجت) من يوسف النجار وهي في سن الثانية عشر (12)ويوسف في سن خمسة وتسعين (95) عاماً .
وقبل أن نخوض في هذا الأمر يجب أن نوضح بأن الطوائف المسيحية مختلفة في هذا الأمر فالأرثوذكس مؤمنين بأنها قد نٌكحت نكاح رسمي ولم يدخل بها يوسف النجار ومثلهم الكاثوليك .
أما البروتستانت فيؤمنون بأن مريم ولدت يسوع وهي عذراء ولكن يوسف دخل بها فيما بعد وأنجب أربعة وهم يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا أخوة الرب (185) وأستدلوا على ذلك بعدة نصوص من الكتاب المقدس .
ولكن المسيحيين أجمعوا تماماً على أن العذراء مريم تزوجت يوسف النجار زواج رسمي ومما يؤكد ذلك الأنبا غريغوريوس في كتابه (186) فقد قال :
وأيضاً هذا ما أكدته دائرة المعارف الكتابية(187):
لماذا حاول المسيحيون إثبات أن مريم تزوجت ؟
كلنا نعلم أن المسيح عليه السلام قد جاء من العذراء بدون زواج وقد خلقه الله بكلمة ( كن فيكون ) وبالطبع هذا أمام اليهود أن مريم زانية ويجب رجمها ولكن اليهود لم يرجموا مريم والسؤال الآن لماذا لم يرجم اليهود مريم ؟
فلم يجدوا مبرراً إلا أن يقولوا أن مريم تزوجت من يوسف النجار وبهذا تكون مريم متزوجة ولا يجب رجمها لأن يسوع أمام اليهود الآن إبن يوسف ومريم بزواج رسمي .
ولكن نذكر أصحاب هذا الرأي بشيء هام فبحسب إيمان النصارى,
اليهود ينتظرون المسيح وأنه سيأتي من عذراء فكيف يكون أمام اليهود مريم متزوجة يوسف النجار وكيف أن يسوع سيأتي من عذراء . . !!
وللعلم فقط أن اليهود ينتظروا المسيح نعم حسب الإيمان المسيحي ولكن لا ينتظرون إله أي أن المسيح المنتظر بالنسبة لليهود ليس إله ولا تجسد ولا أقنوماً من الأقانيم الثلاثة ولا كل هذا الكلام
وأيضاً يجب أن نعلم أن النبؤة التي تكلمنا عنها التي توضح أن المسيح سيأتي من عذراء هذه النبؤة محرفة وقد حرفها النصارى لإثبات النبؤة فقط (188)
ولكن مازالت المشكلة واقعة . !
الآن مريم قد تزوجت يوسف النجار وبهذا تكون أمام اليهود ليست عذراء ولكن ما الذي يحل هذه المشكلة ؟
إنه القرآن الكريم فلا يوجد شيء واحد يبعد اليهود عن رجم السيدة مريم وإتهام مريم بالزنا إلا قول الله تعالي :
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (30) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (31 ) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) سورة مريم الآية 29-31 .
إن هذا هو السبب الوحيد الذي جعل اليهود لم يرجموا مريم وهو أن المسيح قد تكلم في المهد وبرأ أمه وهذه حقيقة لم يذكرها الكتاب المقدس وذكرها القرآن الكريم فقط .
(183) راجع المعجم الوجيز – مجمع اللغة العربية –صفحة 633-يؤكد أن النكاح هو عقد الزواج بمعني أن نكح الرجل معناها تزوج الرجل
(184) كتاب الدبلة والإكليل – الراهب أثناسيوس من الكنيسة القبطية –صفحة 235 – رقم الإيداع 10792 /2004
(185) راجع كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة –الجزء الأول –الهامش رقم (1) صفحة 15
(186) كتاب العذراء مريم حياتها , رموزها وألقابها , وفضائلها , تكريمها – للأنبا غريغوريوس صفحة 21 .
(187) دائرة المعارف الكتابية – حرف (م) كلمة مريم أم يسوع – الجزء السابع- صفحة 125 رقم إيداع 16756/1999 .
(188) هذه النبؤة موجودة في سفر إشعياء 7: 14 (ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل) فيسوع لم يدعي إسمه عمانوئيل والنص في الترجمات الأخرى والنص العبري (علما أي صبية ) ولكن تم تحريفها إلى ( بتولا أي عذراء ) وأيضاً تم تحقيق هذه النبؤة في زمن آحاز والآية لآحاز هذا بالنسبة للنبؤة تاريخياً وهذا ما أكده المطران كيرلس سليم بسترس رئيس اساقفة بعلبك للروم الكاثوليك في كتابه اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر الجزء الرابع صفحة 25 .