نص الشتائم المتبادلة بين مبارك والرؤساء العربالأسد وصفه بـ«شبه الرجل» والملك حسين«طهقت من هذا الرجل» وصدام سأله: أنت اللي بتحكم مصر يا مبارك ولا أبو غزالة؟

العلاقة بين مبارك والرؤساء العرب علاقة يكتنفها الغموض في بعض الأحيان وتكون واضحة المعالم في البعض الآخر.. فعدسات الكاميرات دائما لاتنقل الحقيقة فما يدور خلف الستار ربما يكون هو الوجه الحقيقي لعلاقة الرئيس المخلوع بالزعماء العرب .. "الموجز" تحاول من خلال هذا التقرير نشر الحروب الخفية بين مبارك وبعض ملوك الدول العربية ولحظات الحب والود مع البعض الآخر.

الطيار والعقيد

البداية ستكون من عند الرئيس الليبي معمر القذافي فعلي الرغم من الصورة الطيبة التي كان يحاول كل طرف أن يرسمها تجاه الآخر.. والأحضان والقبلات التي كانت تلتقطها عدسات الكاميرات بين الحين والآخر خصوصا في مؤتمرات القمة.. ومناداة الرئيس المخلوع للقذافي بملك ملوك أفريقيا لكن حقيقة الأمر غير ذلك فما كان يدور خلف الستار مغاير للحقيقة تماما فمالا يعرفه الكثير أن القذافي حاول اغتيال مبارك أكثر من مرة، المرة الأولي كانت في تنزانيا حيث كان مفترضا أن يحضر مبارك مؤتمراً هناك وطبقا لبروتوكول تأمين الرئيس لابد أن تسبق مجموعة الحراسة المسئولة عن تأمين الرئيس إلي المكان الذي سيذهب إليه الرئيس وكان علي رأس طاقم الحراسة وقتها اللواء عبدالرحمن العدوي وبالفعل سافر العدوي إلي تنزانيا مع مجموعة من طاقم الحراسة لجمع معلومات عن دولة تنزانيا ونشاطات الجماعات المعادية لمبارك. وفي هذه الأثناء وردت إليهم بعض المعلومات عن طريق المخابرات الأمريكية والتنزانية بأن طائرة مبارك مستهدفة وسيتم ضربها فور هبوطها في المطار، وعلي الفور قام العدوي بالاتصال بالفريق الآخر من الحراسة المرافق للرئيس علي الطائرة وتم هبوط الطائرة في اتجاه معاكس للاتجاه الأصلي ثم الإقلاع مباشرة، ونجحت هذه الحيلة في إفشال مخطط اغتيال مبارك أما المرة الثانية فكانت في مدينة نيروبي عاصمة كينيا، حيث كان مبارك مشاركاً في مؤتمر القمة الإفريقية، وكانت هناك محاولات للاعتداء علي مبارك أثناء دخوله المؤتمر عن طريق الحراسة الخاصة بالجانب الليبي، ولكن حرس الرئيس استطاع السيطرة علي الموقف وظل هذا الأمر طي الكتمان طوال هذه السنوات. فضلا عن ذلك فقد حاول القذافي قلب نظام الحكم في مصر وكان ذلك في منتصف الثمانينات عن طريق دعم بعض العناصر الداخلية من بعض الجهات السيادية. وبالفعل نجح القذافي في تجنيد ضابط في إحدي الجهات السيادية لجمع تشكيل من مجموعة من الضباط من الجهة ذاتها ويرسل قوائم بأسمائهم إلي القذافي ويحصل علي دعم مالي لاستكمال الانقلاب، غير أن شقيق هذا الضابط أبلغ الجهات السيادية بمخطط شقيقه وعلم الرئيس المخلوع بحقيقة هذه المؤامرة فقرر التحفظ علي الضابط والتحقيق معه واعتبار شقيقه شاهد ملك في القضية ومكافأته بالتعيين مرشدا في قناة السويس.. الحقيقة أن القذافي فعل ذلك لأهداف كان يسعي منها السيطرة علي الأمة العربية وأن يكون الزعيم الأوحد وكان يري ان العائق الوحيد أمامه في تحقيق حلمه هو مبارك فضلا عن الخلافات الشخصية بين الاثنين تحديدا عندما كان مبارك نائبا للرئيس ووقع خلاف بينهما علي البترول في الصحراء الغربية والمياه الجوفية ومحاولة كل طرف السيطرة عليها.

البشير ومبارك

هذا الأمر ينطبق أيضا علي الرئيس السوداني عمر البشير فعلي الرغم من الصداقة الحميمة بينهما أمام العامة إلا أن مبارك لم ينس له أنه كان العقل المدبر لمحاولة اغتياله في حادثة اديس أبابا الشهيرة في دولة اثيوبيا وتحديدا في السادس والعشرين من يونيو عام 1995 عندما كان مبارك هناك لحضور القمة الأفريقية.. فمجموعة الاغتيال جميعها تلقت تدريبها في السودان وعملية التدبير والتخطيط خرجت من العاصمة السودانية الخرطوم بحسب اعترافات قائد العملية مصطفي حمزة وأن الأسلحة التي استخدمت في المؤامرة الفاشلة جاءت من السودان في حقائب سفر دبلوماسية، وأن هناك علاقة قوية بين قيادة مجموعة الجريمة وقيادة الدولة في السودان ومن أبرزها نافع علي نافع الذي كان يشغل موقع مستشار الرئيس السوداني لشئون السلام بالإضافة إلي مجموعة أخري من مستشار الرئيس كما أن جهات الأمن في السودان كانت مشرفة علي هذه العملية وإثيوبيا قامت بإرسال أسماء رجال البشير الذين دخلوا بلادهم لتنفيذ هذا المخطط بعدها قام البشير بإبعادهم عن مناصبهم لإبعاد التهمة عنه.. لكن بعدها بفترة ليست بالكبيرة أعادهم إلي مناصبهم مجددا .. وكاد النائب العام المصري وقتها أن يرسل إلي المحكمة الدولية جميع المستندات التي تؤكد تورط البشير في محاولة اغتيال الرئيس المخلوع وذلك لتوقيف الرئيس السوداني ومحاكمته.. ولكن تدخل الرئيس المخلوع وقتها وطلب من النائب العام غلق هذا الموضوع نهائيا.

المخلوع والأسد

العلاقة بين مبارك والرئيس السوري بشار الأسد كانت تسبح عكس التيار في جميع مراحلها فالخلاف السياسي يرجع إلي الدعم السوري لإيران علي طول الخط ومحاولة التدخل في الملف الفلسطيني وهو ماتعتبره مصر خطا أحمر.. بجانب ذلك فالخلاف بين البلدين له جانب شخصي لا يمكن إغفاله وهو طبيعة العلاقات المتوترة بين الرئيس السوري ومبارك فمع فارق السن وطبيعة التفكير بينهما كان مبارك يصبغ العلاقات بينهما بالطابع الأبوي وهو أمر ليس له وجود في العلاقات الدولية علاوة علي أنه يعني وجود طرف له هيمنة علي الطرف الآخر وهو ماتمرد عليه الرئيس السوري وكان يرفضه دائما, وتعداه إلي الهجوم الاعلامي علي بعض القادة العرب منذ سنوات ووصفه لهم بأشباه الرجال وهو ماعقد الأمر علي المستوي الشخصي وأثر سلبا علي العلاقات السياسية. وهذا ماتظهره إحدي وثائق " ويكيليكس" عن توتر العلاقة بين مبارك والرئيس السوري ففي البرقية الصادرة عن السفارة في 2006، وخلال استقبال مبارك للمدّعي العام الأمريكي ألبيرتو جونزاليس، يروي مبارك كيف حذر الرئيس بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي، بـ دفع ثمن كبير إذا استمر بإيواء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق. والأبرز هو ما يقوله مبارك، في الجلسة نفسها، عن كيف أنه، خلال الاتصال التهديدي كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق العاصمة السورية ويفترض أن يكون الأسد قد ظن أنّني دبرت ذلك (تحليق الطائرات الإسرائيلية بالتزامن مع الاتصال الهاتفي) مع الإسرائيليين، وهو ما أخافه. وعن التهديدات المصرية للقيادة السورية أيضاً، يروي مبارك عن لقاء جمع رئيس جهاز استخباراته عمر سليمان مع ممثل عن الأسد في مطار ألماظة في القاهرة، حيث فضح سليمان السوريين في كذبهم حول تعاطيهم مع مشعل، وحذر مندوب الأسد من الخطر الذي يمثله مشعل علي نظامه. كما تحدث مبارك عن قطر والفلسطينيين في هذه الوثيقة مؤكدا للمدعي العام الأمريكي أن قطر وتركيا تحاولان التدخل لحل أزمة غزة لأهداف تتعلّق بسمعتهما الوطنية أكثر من حرصهما علي التأثير علي الفلسطينيين وأن الجانب الأخير لا يهتم إلا بأخذ مال العرب، وهؤلاء بدورهم مذنبون لأنهم يقدّمون أموالهم لهم أيضاً. ولدي مبارك أمثلة عديدة عن علاقة مال العرب بالفلسطينيين أشهرها رشوة صدام حسين لياسر عرفات خلال حرب الخليج واحتلال الكويت، والرشوة التي قدّمها لإعلاميين ومسئولين مصريين حكوميين علي هيئة سيارات فاخرة، ومحاولة رشوته هو شخصيا "مبارك" بـ25 مليون دولار نقداً.. وفي إحدي المرات أراد الرئيس السوري إنهاء هذا الصراع وانتهز فرصة نجاح العملية الجراحية التي أجريت للرئيس المخلوع في ألمانيا. وتلقي الرئيس الأسد دعوة تقول له أن يتفضل للسلام علي الرئيس مبارك يوم الاثنين الساعة الحادية عشرة صباحا. وكان ذلك في مارس من العام قبل الماضي. ولكن الأسد قرر أن يرفض الدعوة التي حددت له اليوم والساعة. واعتبرها استدعاء لا دعوة. وكان المفروض أن يترك له تحديد يوم الزيارة. وتدخل بعدها الملك عبدالله ملك السعودية لإنهاء حالة التوتر بينهما وعقد قمة ثلاثية في السعودية جمعته بهما.. لكن.. سرعان مادب الخلاف بين الطرفين مجددا.

مبارك وصدام

تبدو العلاقة بين الاثنين غامضة للغاية ففي الوقت الذي اعترف فيه مبارك بأن صدام حاول رشوته بـ 25 مليون دولار لمساعدته في غزو الكويت ورفضه لذلك.. فضلا عن الدور الذي لعبته مصر ضد غزو الكويت وإرسال قوات مصرية ضمن القوات الدولية لحرمان صدام من مخططه.. أكد العميد سعد زايد أحد قادة الحرس الجمهوري في اعترافات صحفية أن مبارك كان علي علم بالغزو العراقي للكويت وأنه قال لصدام: "خلص الموضوع بسرعة وخد حقك". وأن حديث الرئيسين شهده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والملك حسين خلال افتتاح مترو الأنفاق.. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته "لحظات القرار" بأن مبارك هو أول من أخبره بوجود أسلحة بيولوجية في العراق وأنه يجب القضاء علي صدام حسين وهذا مايؤكد أن مبارك كان أحد الداعمين لغزو صدام للكويت في الوقت الذي أرسل فيه قوات دولية لمنعه من ذلك. هناك خلاف شخصي بين الاثنين وتحديدا في نهاية الثمانينات عقب انتهاء حربه مع ايران عندما التقي صدام بمبارك وشكره علي جهوده وعلي الدور الذي لعبه أبوغزالة في هذه الحرب .. وبدأ صدام حسين في سرد قصة تطوير الصواريخ علي مسامع الرئيس مبارك الذي لم يكن يعرف عنها أي شئ. ويبدو أن صدام حسين أدرك أن الرئيس مبارك يسمع الكلام لأول مرة.. فلم يخف اندهاشه وقال لمبارك: سيادة الرئيس اسمح لي أنت رئيس الجمهورية أم عبدالحليم أبوغزالة؟.. لم يعلق الرئيس مبارك علي ما قاله صدام حسين وأخفي الأمر في نفسه. ولكنه ضاق بالاثنين معا فقرر الانتقام منهما. وبالفعل استطاع طرد أبو غزالة من وزارة الدفاع وتوريط الثاني في حرب مع الكويت. وهذا ماتوضحه تصريحاته أيضا عن صدام لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنه لو كان صدام عادلا في تصرفاته لما كان حصل ما حصل وأنه لم يحب صدام ولا يأسف عليه.

الرئيس السابق وحمد بن خليفة آل ثاني

منذ ظهور دولة قطر علي السطح ومحاولتها لعب دور الوسيط في الكثير من القضايا الإقليمية والتقليل من حجم مصر وتبنيها بعض المطرودين من جنة مبارك.. واستخدامها لقناة الجزيرة لفضح عورات النظام السابق وهناك حالة من العداء الشديد بين مبارك وحمد بن خليفة أمير دولة قطر تبارت فيها الصحف المصرية والقطرية في التنكيل بالبلدين.. فضلا عن الغيرة الشديدة بين السيدتين سوزان وموزة في الحصول علي لقب " سيدة العرب الأولي". وقد كشفت احدي وثائق ويكيليكس الصادرة من السفارة الأمريكية في الدوحة عام 2010 أن نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك تعهد علي لسان وزير خارجيته أحمد أبو الغيط بإفشال أي مبادرة سياسية يقوم بها القطريون حتي ولو كانت تصب في خدمة مصالح مصر.وتنقل الوثيقة أن أدهم نجيب نائب السفير المصري في الدوحة "أبلغ رئيس مكتب الشئون السياسية والاقتصادية بأن مصر عازمة علي إحباط كل مبادرة فردية تتقدم بها قطر" بما في ذلك المبادرات التي تصب في مصلحة مصر القومية مرجعا أسباب ذلك إلي غضب القادة المصريين من تدخل القطريين في "قضيتي السودان وفلسطين، وتقارير قناة «الجزيرة» اللاذعة ضد مصر ". وإلي اعتقاد بعض المسئولين المصريين بأن النشاط القطري من شأنه أن يجعل مصر "تجثو علي ركبتيها" حسبما تنقل الوثيقة. وبحسب الوثيقة فإن أبو الغيط انفجر غاضبا حينما اقترح عليه أدهم نجيب ايجاد صيغة لتحسين العلاقات مع القطريين ورد بألفاظ مسيئة إلي أمهات القطريين وآبائهم وقال إن الرئيس مبارك بدوره يعتزم الإشارة في احد خطاباته إلي الدولة الصغيرة وحديثة النعمة (قطر) التي تدعي أنها ستأخذ مكان مصر العظيمة والنبيلة". وفي وثيقة أخري لـ "ويكيليكس" الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر أكد في لقائه بمسئول إسرائيلي أنه لم يدخر جهدا في شن هجوم شرس علي مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخري، وقد وصف مصر بـ" الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه.. موضحا أن المريض لدي مصر هو القضية الفلسطينية في إشارة منه إلي أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل حتي لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية.. وقد استخدم الإعلام أيضا في الحرب بين الشيخة موزة وسوزان مبارك وذلك بعد أن هاجمت مجلة مصرية حكومية "موزة" لاستقبالها مطاريد مبارك والدفع لهم بسخاء للهجوم علي الرئيس الراحل فما كان من قناة الجزيرة إلا أن قامت بنفس الهجوم علي سوزان والتشكيك في درجتها العلمية.

مبارك وبوتفليقة

علي الرغم من أن مبارك كان واحدا من الذين شاركوا الجزائر في حربهما ضد المغرب في بداية الستينيات وتحديدا في التاسع من أكتوبر عام 1963 عندما أرسل من طرف الرئيس جمال عبدالناصر في مهمة سرية لمساعدة الجزائر في حربها ضد المملكة المغربية. وكان وقتها قائد السرب الجوي وقام بزيارة الجزائر سرا للتعاون مع العسكريين الجزائريين في حربها ضد المغرب والعدوان عليه. وقد شاءت الأقدار أن يتم إلقاء القبض عليه هو والضباط المرافقين له من مصريين وجزائريين في منطقة عين الشواطر المغربية بعدما حطت طائرتهم العسكرية القتالية في هذه المنطقة وقد اعتقدوا أنهم بمنطقة جزائرية.. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت حالة من الفتور بين الدولتين بلغت ذروتها عقب أزمة المباراة الشهيرة بين البلدين.. وما سبقها من صفقة الطائرات التي كان من المقرر ان يحصل عليها الجانب الجزائري عن طريق علاء مبارك وكيل شركة " لوكهيد" العالمية وحصولها علي عمولة 10 ملايين دولار وتدخل السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري في اللحظات الأخيرة وتعاقد مع وكيل فرنسي وحصل علي العمولة لنفسه وهذا مانشرته «الموجز» في الأعداد الماضية. وهذا مازاد من حدة الخلافات بين الرئيس الجزائري ومبارك حاول بعدها القذافي أن يعقد قمة ثلاثية تجمعه بالرئيسين لحل المشكلة بينهما.. لكن محاولته باءت بالفشل وهذا مانتج عنه الأحداث المؤسفة التي وقعت بين البلدين عقب المباراة الشهيرة.

الرئيس السابق والملك حسين

أما علاقته بالراحل الملك حسين ملك الأردن والد الملك عبدالله فلم تكن علي مايرام.. في إحدي المرات كان يجلس الملك حسين وصحفي عربي كبير يتابعان مؤتمرا صحفيا للرئيس المخلوع وبنيامين نتنياهو عام 1997، وقال الملك حسين للصحفي العربي إنه تعب من التعامل مع الرئيس المصري وإنه يترك له القيادة والريادة. وانه يضيق بالتعامل مع هذا الرجل. ووصفه بأنه لا يريد من عملية السلام سوي دور فيها. وأن الأمريكيين والإسرائيليين وضعوا علامة «اكس» كبيرة عليه.. باعتباره عنصرا غير مفيد في عملية السلام.

مبارك وعبدالله وقابوس

العلاقة بين الملك عبدالله ملك السعودية ومبارك علاقة صداقة حميمة ناتجة عن وجهات النظر والمصالح المشتركة بين الطرفين.. فمبارك بالنسبة للملك عبدالله هو الصديق الحميم الذي قاطع ايران ورفض إقامة علاقات دبلوماسية معها لمصلحة الشقيقة السعودية وأتاح لدولته مكانة علي المستوي الإقليمي وفتح بلاده أمام المستثمرين السعوديين.. ولذلك تحاول السعودية جاهدة إنقاذ مبارك والإفراج عنه وتأمين أمواله في الخارج فقد تردد مؤخرا أن الرئيس السابق يمتلك فندقا بمنطقة السلام بالسعودية.. وقيام مبارك وأسرته بتحويل جزء من ثروتهم من بنوك أوروبا وأمريكا إلي دولة السعودية وحصلوا علي تعهدات من الملك عبد الله بعدم التعرض لممتلكاته وأسرته نهائيا.. وكانت السعودية إحدي الدول الداعمة لمبارك في الحكم وبعد خروجه من منصبه حاولت استقباله بشتي الطرق ولكنه رفض ظنا منه استقرار الأمور في مصر.. وحتي بعد السجن حاولت الضغط علي المجلس العسكري للإفراج عنه وعدم محاكمته ولكن جميع محاولات الملك عبدالله باءت بالفشل بعد ان أصبح الإفراج عنه في يد الشعب.. هذا الأمر ينطبق أيضا علي السلطان قابوس حاكم دولة عمان والذي يرتبط بصداقة وطيدة مع مبارك وهو الزعيم الوحيد الذي أرسل إليه مستشاره الخاص عمر الزواوي قبل تنحيه بخمسة أيام لتأييده وحثه علي الاستمرار في موقعه وهو نفس الرجل الذي حمل رسائل جمال وعلاء مبارك إلي دول الخليج للضغط علي المجلس العسكري للإفراج عنهما.. كما ان مبارك كان حريصا علي الإحتفال بالعيد القومي لسلطنة عمان علي مدار الأربعين سنة الماضية لإرضاء صديقه السلطان قابوس.