تقويم الاداء الوظيفى

الملخص:

المقـدمـة: -
ركزت الاتجاهات الحديثة في الإدارة وخاصة السلوكية منها على ضرورة الاهتمام بالعنصر البشري وهذا مما حذا بكثير من الباحثين والأكاديميين الاهتمام بموضوع تقويم الأداء الوظيفي حيث اعتبر موضوعاً مهماً لكثير من الدراسات والبحوث العلمية التي تناولت الكثير من زواياه المتعددة . يضاف إلى ذلك أن أغلب الأجهزة الإدارية الحديثة وأنظمة الخدمة المدنية المعاصرة بدأت تنظر إلى تقويم الأداء الوظيفي على أنه عملية حتمية وضرورية وقد يساهم في ذلك الاهتمام إصدار القوانين الحكومية الخاصة بالعدالة في التوظيف و تكافؤ الفرص بالإضافة إلى التكاليف الباهظة المترتبة على المنظمة نتيجة لسوء استخدام العنصر البشري بالشكل المناسب وهذا مما جعله في كثير من الأحيان مطلباً نظامياً ملزماً بقوة النظام والقانون .إن تقويم الأداء ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو وسيلة لبلوغ الهدف.

حيث ينحصر هذا الهدف في رفع كفاءة العاملين مما يفيد المنظمة في تحقيق أهدافها وإتاحة الفرصة لهؤلاء العاملين أن يتفوقوا ويستفيدوا من فرص الترقية وزيادة الأجور وهذا يساعدهم على إشباع حاجاتهم لتقدير النفس وإثبات الذات واحترام الآخرين . مما يجعله ليس مجرد أسلوب من أساليب شئون الموظفين له آثار ضعيفة أو محايدة على المنظمة بل هي للتدخل ، وباستطاعتها التأثير على هيكل المنظمة ، وعلى اتجاهات الموظفين وعلى العلاقات بين المدراء والموظفين وبالتالي يجب علينا عدم النظر إلى تقويم الأداء على أنه خطوات وصفية توفر لمن يتقنها إجراء عملية تقويم الأداء الوظيفي بشكل تام وموضوعي إلا أن الأمر ليس كذلك فعملية تقويم الأداء الوظيفي تتزامن قدراً مع كثير من المشكلات والمعوقات التي تفرض عدم تحقيق الموضوعية بشكل تام . ينطلق هذا البحث من اعتقاد الباحث بأن تقويم الأداء الوظيفي في الجمهورية اليمنية لم يصل إلى المستوى الذي وجد من أجله بل أن هناك قصوراً في فهم هذه العملية وفهم المعايير التي على أساسها تقوم عملية التقويم بل من خلال هذه الدراسة سيتم التعرف عن قرب على موضوعية هذا النظام وفعاليته في تحقيق الأهداف .

أهمية الدراسة :-

تأتي هذه الدراسة نتيجة للأهمية الإستراتيجية لعملية تقويم الأداء الوظيفي للعاملين. وانطلاقاً من هذه الأهمية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي مؤسسة عامة كانت أم خاصة وذلك من خلال ما تقدمه في رفع كفاءة العاملين وزيادة مهاراتهم . وكذلك الميزة التنافسية وتحسين النوعية والإبداع وإدارة العمليات بكفاءة وفعالية ، وفعالية الإنجاز في كل الأنشطة كما تأتي أهمية هذه الدراسة للدور الذي تقدم عملية تقويم الأداء الوظيفي للعاملين في مجال عملية التخطيط والتنظيم والرقابة . من خلال ذلك فإن الخوض في هذه الدراسة يكتسب أهمية كبيرة وذلك من خلال ما يلي :-

1. كفاءة وموضوعية وعدالة تقويم الأداء الوظيفي للعاملين .

2. المعوقات والصعوبات في تطبيق هذا النظام .

أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى التأثير الذي تحققه عملية تقويم الأداء الوظيفي للعاملين في مؤسسات الجهاز الإداري للدولة أي هل هذه العملية تقوم بتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها وكذلك ما هي المعوقات والصعوبات التي ترافق عملية التطبيق .

مشكلة الدراسة :

تعالج هذه الدراسة موضوع مهم جداً من مفردات إدارة الموارد البشرية وهي عملية تقويم الأداء الوظيفي للعاملين في الجهاز الإداري للدولة ، وهل تتم هذه العملية في مؤسسات الجهاز الإداري وفق المعايير المتعارف عليها للتقويم السليم للأداء ؟ ، وهل يتم الاستفادة من نتائج هذه العملية ورفع كفاءة وقدرات العاملين وكذلك نظرة الإدارة العليا والإدارات والأقسام الأخرى إلى أهمية تقويم الأداء الوظيفي ؟ . وما هي السبل الكفيلة إلى رفع كفاءة وفعالية عملية تقويم الأداء في تلك المؤسسات ؟ .

حدود الدراسة :