كواليس التحقيقات مع سرور في "الكسب غير المشروع" علاء سعدي

موافقون موافقون.. هذه الكلمات التي اشتهر بها فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل ونفس الكلمات أيضا التي استقبله بها المواطنون الذين كانوا ينتظرونه أمام مقر جهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل التي لم يتخيل أبدا سرور أن تطأها أقدامه متهما بجرائم عدة أهمها تضخم ثروته وثروة زوجته وأبنائه وأحفاده لكن الإرادة الإلهية تأبي دائما أن يدوم الظلم وأن يهرب السارق بسرقته. فقد قرر المستشار عاصم الجوهري رئيس جهاز الكسب غير المشروع حبس فتحي سرور 15 يوما علي ذمة التحقيقات التي أجراها معه المستشار صفوت درة والذي واجهه بالمستندات والأدلة التي تؤكد حصوله علي كسب غير مشروع مستغلا في ذلك وظيفته ومن كثرة وامتلاك فيللات وشقق بحكم وظيفته محل الاعتبار وهو ما ثبت من تقارير الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة بالإضافة لامتلاكه تحفا ثمينة ومصوغات ذهبية وألماظ وسيارات فارهة وحسابات طائلة بالبنوك وقصور بالقاهرة ومارينا والعين السخنة واستغلال نفوذه وسلطته بتعيين نجله أحمد معيدا بالجامعة رغم أنه حاصل علي تقدير مقبول. الأنباء الدولية رصدت الساعات التي خضع خلالها سرور للتحقيق في مقر جهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل منذ حضوره في تمام الساعة 9.45 دقيقة صباحا في موكب مكون من ثلاث سيارات فاخرة تتقدمهم سيارة مرسيدس بيج وأخري مرسيدس سوداء اللوان موديل 2011 تحمل لوحات معدنية رقم ق.ص.ب 2135 مصر ومن خلفهم سيارة bmw فضية اللون 4*4 ودخلت الثلاث سيارات ولم يتعرف عليها الموجودون من المواطنين بالخارج وظنوا أن هذه السيارات تابعة لمستشاري وزارة العدل ثم هبط من السيارة bmw أربعة بودي جارد مفتولو العضلات يحيطون بالسيارة المرسيدس السوداء، وهنا وقف الجميع وعلم أنه فتحي سرور كان مرتديا بدلة زرقاء اللون ويحيط به حراسه الشخصيون وهتف المواطنون الذين تواجدوا بالعشرات أمام مقر الوزارة الراجل الكبير يا بتاع الكرشة.. توحة يا حرامي، يا رجل الشاكوش، موافقون موافقون، ولا تلف ولا تدور المحاكمة لفتحي سرور، زينوه زينوه علي طره رحلوه، فتحي سرور يا غدار أنت جزاءك ضرب النار، سرقونا سرقونا وعفش البيت بيعونا. ثم قام حراسه الشخصيون بالالتفاف حوله وصعدوا به بسرعة إلي مبني الجهاز حتي لا يقوم أحد بالاعتداء عليه أو قذفه بالحجارة وبصحبته نجله ونجلته وأكثر من عشرة محامين يتقدمهم واحد وهو يشبهه تماما في قصر قامته وشعره الأبيض يرجح أنه من أفراد عائلته. وبعد ذلك قام أحد الحراس بفتح شنطة السيارة الـ bmw وأخرج منها حقيبة سوداء كبيرة وصعد بها إلي المبني خلف فتحي سرور وعلمنا بعد ذلك من مصادرنا أنها حقيبة ملابس خاصة به وكأنه يعلم أن طرة في انتظاره أو السجن آتٍ لا محالة.. كما علمت الأنباء الدولية أن سرور أجري اتصالات موسعة برجال الفضاء من تلامذته قبل مثوله للتحقيقات وتأكد أن الكلمة الأولي والأخيرة للقضاء العادل فإن ثبتت إدانته فالسجن جزاؤه وهذا ما دفعه إلي حمل حقائبه ومتعلقاته الشخصية معه. ظل سرور 5 ساعات متواصلة أمام التحقيقات بدأت من الساعة العاشرة والربع وانتهت الساعة الثالثة والثلث عصرا ومكث وحراسه داخل الجهاز لمدة أربع ساعات أخري خوفا من هجوم المواطنين عليه عند خروجه وانتظر كل هذه الساعات حتي يتم حشد قوات الأمن وحلول الظلام علي المكان حتي لا يستطيع أحد من الصحفيين التقاط صورة له أثناء ترحيله في سيارة الشرطة. وتعرض سرر قبل صعوده لمكتب رئيس الجهاز بالدور الثالث وتحديدا أمام الأسانسير لحالة انهيار عصبي كاد بسببها أن يسقط علي الأرض لكن حراسه اسندوه وتثاقلت خطواته كلما اقترب من باب مكتب المستشار صفوت درة ثم اجهش بالبكاء لمدة عشر دقائق تعالي فيها صوته عندما أحضر المحقق مستندات وأوراق التهم المنسوبة إليه والتي تشمل تقارير الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة. والجدير ذكره أن سرور نفي جميع الاتهامات التي وجهت له في الوقت الذي كان يردد فيه المواطنون خارج سور الجهاز جرائم سرور التي لم يعرفها المحقق ولا رجال القضاء لعدم وجود بلاغات بها ومنها قيام سرور بتعيين أهالي السيدة زينب بديوان عام وزارة العدل ومحكمة جنوب القاهرة الابتدائية بمبالغ مالية عن طريق مدير مكتبه. وذكر أحد المواطنين الموجودين من منطقة السيدة زينب ويدعي عصام. م موظف بوزارة المالية أن فتحي سرور كان يقوم بالتعيين عن طريق مكتبه بشارع قدري بالسيدة زينب. وعندما قام أحد الموظفين ويدعي محمد مهدي رئيس قسم التعيينات بالمحاكم بكشف هذه اللعبة قاموا بنقله إلي محكمة بني سويف من الوزارة وتمت إعادته إلي محكمة حلوان بعد ثورة 25 يناير. كما أكد موظف يدعي عمر عدلي أن مدير مكتب فتحي سرور بمجلس الشعب هو ذراعه الأيمن في جميع تعاملاته والذي اتخذه سرور واجهة لأعماله غير المشروعه حتي لا يكون هو في الصورة وهذا لا يصح بحكم وضعه ومنصبه، وقد قام مدير مكتبه بالاستيلاء علي قطعة أرض مساحتها 500 متر بشارع السد الجواني بالسيدة زينب وأنشأ عليها برجا سكنيا برج اليسر وثمن الشقة فيه تتعدي ربع مليون جنيه.. كما أكد أحد الموجودين أن سرور كان يتلاعب بالمرشحين مثل محمد طلعت عضو مجلس الشعب السابق الذي وعده بالعضوية أكثر من مرة لكنه منحها لخصمه وهو ما ذكره طلعت أثناء فترة الانتخابات بأنه تلقي وعدا من سرور لكنه خلي به كما أكد أحد الموجودين ويدعي نصر.ع موظ بإحدي الوزارات أن شقيقه صاحب محل جزارة قام سرور بشراء عجول تتعدي قيمتها 100 ألف جنيه وطلبوا منه توزيعها علي أهالي الدائرة أثناء فترة الانتخابات لكنه لم يسدده حتي الآن وقال له رجاله عندما طالبهم بثمنها ممكن تروح تشتكي فسلم أمره لله وسكت وحضرت أنا إلي هنا حتي أقول له في وجهه حسبي الله ونعم الوكيل. وفي النهاية أثناء خروجه من بوابة الجهاز منع الأمن الإعلام والصحفيين من الاقتراب والتصوير ثم أخبرنا أحد الموجودين بأن رجال فتحي سرور والبلطجية التابعين له هددوا رجال الشرطة القائمين علي تأمين وحراسة المبني بهجوم شرس بزجاجات المولوتوف إذا سمحوا للصحفيين الاقتراب منه وتصويره أثناء خروجه وترحيله إلي محبسه وخرج سرور في ثلاث سيارات ولكن هذه المرة ليست ملاكي وإنما سيارات ترحيلات تابعة لمديرية أمن القاهرة وهي عبارة عن نصف نقل بها قفص حديدي بالخلف وسيارة نجدة أمامهم وخرجوا مسرعين خوفا من هجوم الأهالي الذين هتفوا توحة يا توحة.. طرة مفتوحة.