اجري الحوار: محمد نجيب
السكة الحديد أصبحت أزمة يعاني منها الجميع.. المتعاملون معها والعاملون فيها والمسئولون عنها أيضا.. خيوط الأزمة متشابكة وتحتاج لمعجزة لحلها.. بهذه الكلمات بدأ عبدالفتاح فكري - رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة السكة الحديد - حواره مع * الرأي * حيث أكد أن سكك حديد مصر كانت إلي عهد قريب هي الوسيلة الآمنة لسفر المواطنين بطول وعرض البلاد سواء الغني أو الفقير وبسعر يلائم الجميع ولكنها تعرضت خلال عقود طويلة إلي إهمال شديد أدي إلي تدهور الخدمة وفقدان الأمان.. وبعد أن كان السفر بالقطار متعة للركاب أصبح رحلة عذاب ومجازفة محفوفة بالمخاطر... ¢الرأي¢ التقت به وكان هذا الحوار......
* تلاحقت حوادث القطارات في الفترة الأخيرة ومازالت مستمرة رغم تغيير أكثر من وزير.. فأين تكمن الأزمة؟
ـ المنظومة بأكملها تحتاج اصلاحات وتجديدات بصورة متوازية حتي يلمس الركاب إنجازات في اقرب وقت فتحليل الحوادث السابقة يكشف أن الأسباب متعددة فمنها ما ينتج عن خطأ بشري أو عن تهالك القطارات ونقص قطع الغيار أو بدائية المزلقانات أو قصور في التفتيش والصيانة الدورية.. فالأزمة ليست في الادارة ولا القيادة وإنما كل مسئول يحاول الاصلاح والتطوير وإضافة بصمة مضيئة لكن العبء كبير والتركة مثقلة.
قطاع جديد
* ما دور قطاع السلامة في مواجهة الكوارث.. وهل هناك ادارة للأزمات؟
ـ هذا قطاع جديد تم إنشاؤه من 3 سنوات لتحليل الحوادث وتلافي أسبابها وتدريب العنصر البشري علي فن التعامل معها ويعد مسئولا عن اتخاذ احتياطات الأمان من الحوادث لمنع تكرارها أو الحد من خسائرها وهناك لجنة لادارة الأزمات بهيئة السكة الحديد واخري داخل وزارة النقل ورغم الحوادث الأخيرة هناك خطوات لتفعيلها.
* هل تحد المزلقانات الالكترونية من الحوادث.. وما مصير الخفراء حال الميكنة؟
ـ بالطبع التحكم الآلي في اغلاق وفتح المزلقانات سيخفض الحوادث بنسبة كبيرة جدا حيث إن كثيرا من الحوادث الواقعة بالسكك الحديدية ناتجة عن اقتحام السيارات والاتوبيسات المزلقانات وبالتالي الاغلاق الاتوماتيكي للمزلقان فور قدوم القطار سيقلل المخاطر المحتملة ولن يتم الاستغناء عن العمالة من الخفراء بل سيتم تدريبهم علي النظام الحديث للتدخل عند الضرورة والأعطال المفاجئة فضلاعن المتابعة والرقابة.
* هل هناك خطة محددة لتطوير الهيئة بعد كثرة الحوادث؟
ـ النقابة العامة لديها رؤية وملاحظات في التطوير خاصة بعد أداء شركات هيئة السكة الحديد التي جاءت بخسارة وفشلت التجربة ولم تحقق أي عائد. فقررنا السعي وتقديم حلول لهذه المشاكل وتصحيح مسار السكة الحديد في مصر علي المدي الطويل كما أن النقابة شكلت لجان بمواقع العمل لتوعية العاملين وتحسين أدائهم لخدمة المواطنين حفاظا علي مصدر رزقنا.
التصاريح المجانية
* هل هذه الخطط تحتاج إلي موارد إضافية لتنفيذها؟
ـ نعم هيئة السكة الحديد تحتاج إلي مزيد من الموارد التي تغطي احتياجاتها من القطارات وقطع الغيار للصيانة وإلغاء المجاملات من تصاريح مجانية وإعادة النظر في تصاريح العاملين بدلا من استخراجها كل عام يتم استخراجها كل خمس سنوات وتطوير ميكنة حجز التذاكر للقضاء علي السوق السوداء.
* إذن.. كيف نمنع تكرار وقوع الحوادث؟
ـ المنع النهائي من تكرار الحوادث علي المزلقانات هو أعمال سطحية مثل كباري أو انفاق ولكن تكليفتها غالية جدا فالنفق أو الكوبري تكلفته لا تقل عن70 أو 80 مليون جنيه. فالمزلقان شأنه شأن أي تقاطع وتقاطعات المرور بين طريقين تكون هناك إشارات مرور والمزلقان هو تقاطع طريق سكة حديد مع الطريق الخاص بالسيارات.
* لماذا تتكرر إضرابات العاملين بقطاع النقل خصوصا السكك الحديدية ؟
ـ السكك الحديدية من القطاعات الكبيرة بالدولة وطبيعة عملها شاقة وتحتاج مجهودا مضنيا وفي نفس الوقت أجورها كباقي العاملين بالدولة متدنية علي الرغم من أن الأمر يتطلب أجورا متناسبة مع الجهود المبذولة من العاملين ولذلك تتكرر الاضرابات والاعتصامات نتيجة شعورهم بالقهر والظلم من الأعمال الشاقة التي يبذلونها في أداء أعمالهم في مقابل أجر متدن وسوف يتم إعادة هيكلة أجور جميع العاملين بالهيئة خلال شهرين.
حق مكفول
* هل تري أن الإضراب من العاملين بالسكك الحديدية سلوك سوي وصحيح؟
ـ بالرغم من أننا نرفض الإضراب والاعتصام فإنه حق يكفله الدستور والقانون بشرط ألا يعطل مصالح المواطنين.
معهد وردان
* لكن.. ألا تتلقون تدريبات كافية لتطوير أدائكم ؟
ـ كانت التدريبات في السنوات الماضية شكلية ولا تفي بالمطلوب من عمل المرفق ولكن لابد من بدء العمل في تطوير معهد وردان وقطاع التدريب بالسكك الحديدية لتفعيل دوره في الفترة المقبلة التي ستشهد تطورا كبيرا.
غير وارد
* هل حان وقت الخصخصة بعد تكرار الأزمات وتفاقم الخسائر؟
ـ لا أعتقد.. فالاتجاه إلي الاستعانة بشركة خاصة في التشغيل والإدارة غير وارد خلال ظروف المرحلة الانتقالية لأن التكلفة عالية وتتطلب ميزانية ضخمة جدا وهناك مخاوف من المخاطرة علي الأقل حاليا لكن من الممكن أن نفتح للاستثمار في مشروعات تدر دخلا يسد الفجوة بين الايرادات والمصروفات ويضمن استمراردعم الاشتراكات وعدم رفع ثمن التذاكر.
* سمعنا عن انشاء القطار فائق السرعة الاسكندرية القاهرة الاقصر اسوان.. فمتي ينطلق؟
ـ هذا مشروع استراتيجي طموح تفكر الدولة في تنفيذه بالاستفادة من خبرات الصين لكنه يحتاج دراسات جدوي وامكانيات عالية واستثماراته كبيرة جدا ولم يبدأ طرحه بعد.
قطارات جديدة
* لماذا لم تستغل السكة الحديد فترة توقف القطارات في الصيانة؟
ـ هل يمكن إزالة آثار30 سنة في شهرين وبالنسبة للقطارات تم البدء في شراء قطارات جديدة وإن شاء الله في شهر أبريل القادم سيتم البدء في توريد عربات جديدة يتم تصنيعها الآن في شركة سيماف التابعة للهيئة العربية للتصنيع وحاليا هناك عقد موجود بقيمة 2.1 مليار جنيه لتوريد عربات سكك حديدية مكيفة وهذا العقد مع شركة سيماف وتم اشهار مناقصة في الشهر الماضي لشراء700 عربية غير مكيفة بتكلفة من400 إلي 450 مليون دولار ونحن مستمرون في اجراءات الشراء و تم البدء في اجراء شراء 6 وحدات مكيفة علي غرار القطار التوربيني بتكلفة حوالي150 مليون دولار, بالإضافة إلي أنه جار تطوير بعض الأنواع من العربات المكيفة التي حالتها الفنية جيدة وتسمح بالتطويروتمت إعاد 116 عربة فرنساوي كار فوشيه وظهر منها قطارات جديدة في اسكندرية تعمل ما بين القاهرة والاسكندرية منذ ثلاثة اشهر ونخرج بمعدل كل شهرين قطارا.
المزلقانات
* إعادة تطوير السكة الحديد تحتاج إلي هيكلة سليمة وليست صورية... كيف يتم ذلك؟
ـ سيتم الانتهاء من تطوير 871 مزلقانا بنهاية يونيو المقبل وذلك بتكلفة 4.1 مليار جنيه بينهم 28 مزلقانا سوف يتم إنشاء أعلاهم كباري علوية بقيمة 2.4 مليار جنيه علما بأن الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تولت إنشاء 28 كوبري.
الحديد الخردة
* توجد كميات كبيرة من الحديد الخردة.. لماذا لا يتم بيعها والاستفادة من عوائدها كموارد دخل؟
ـ قطع الغيار الخردة الموجودة بورش الصيانة سواء كانت في أبو غاطس أو طنطا تقوم الهيئة ببيعها في مزادات لتجار الخردة والقضبان الحديدية تباع لمصانع الإنتاج الحربي لاستخدامها في الصناعات الحربيةپفيما عدا الحديد الزهر الذي يعاد صيانته وتركيبه مجددا وعندما يتلف الحديد الزهر نقوم بخرطه وبيعه في مزادات كما أن الخردة التي تقوم الهيئة ببيعها لا تستطيع بعائدها سد موارد أو احتياجات الهيئة.
العامل البشري
* كيف تري سوء حالة المزلقانات وانعدام وسائل الأمان والحماية والقطارات المتهالكة؟
ـ يوجد 1332 مزلقانا معظمها يتحكم فيها العامل البشري وهذا مطلوب تطويره وهيئة السكة الحديد مسئولة عن تنفيذ التطوير والدولة تتحمل توفير الموارد اللازمة للتطوير والدولة في الآونة الاخيرة قامت بتوفير الأموال اللازمة لتطوير المزلقانات.
نسبة الإعلانات
* ما آخر أخبار صندوق الخدمة للعاملين؟
ـ طالبنا جميع شركات الهيئة بمبلغ مائة ألف جنيه لتنمية الصندوق خاصة أن هذه المبالغ لصالح عمالها في نهاية الخدمة كما نطالب جهاز مترو الأنفاق بنسبة من الغرامات والإعلانات حيث إن النقابة تساهم بمبلغ لدعم الصندوق لقيامه بدوره في نهاية الخدمة لكل عامل .
