الفروق بين الزوجين وأثرها في التفاهم

الحياة الزوجية في بدايتها تكون معتمدة اعتمادا كليا على الحب والعاطفة والمصانعة وعدم إبداء الفروق التي ميز الله كل طرف بها, إلا أن هذا الحب وحده لا يكفي لاستمرار عجلة الحياة الزوجية خصوصا مع تزاحم مشاغل الحياة, وكثرة الأولاد, وتوالد الضغوط الحياتية على الزوجين من شتى الأنحاء, فلذلك كان لزاماً على الزوجين معرفة أن كل منهما يمتاز بفروق خلقها الله وأودعها فيه, لأجل التوصل إلى حياة ملئيه بالحب ومفعمة بالتفاهم, والتوصل إلى بدائل كثيرة لحل المشكلات؛ لأنه عندما ينسى الرجل أو تنسى المرأة أن لكل منهما طبيعة خاصة وجبلة جبلها الله عليها عند ذلك تحصل المشكلات, ولعلي أبدأ في ذكر أهم الفروق التي يمتاز بها كل طرف مع شيء من التوضيح:

الفرق الأول: اختلاف النظرة إلى الأمور: فالرجل دائما يحب الوصول إلى النتيجة والحلول مباشرة, والمرأة على العكس منه, فتجد المرأة تحب عند طرحها لمشكلة ما أن تتحدث بشكل كبير جداً, وتريد في هذه الحالة من يستمع لها فقط, ويشعرها بالحب والاهتمام, ولا تريد من يسعفها بالحلول, فعندما يقوم الرجل بإبداء الحلول مباشرة - وهذا هو طبعه الذي طبعه الله عليه - , يكون بذلك قد أزعج زوجته من حيث لا يدري, فعند فهم كل جنس لطبيعة الآخر يصلان بإذن الله إلا بر الأمان والحياة المليئة بالتفاهم.

الفرق الثاني: اختلاف الوسائل في التعامل مع المشاكل:
الرجل عندما يعيش مشكلة ما فإنه يلجأ إلى الصمت والعزلة؛ لكي يفكر بهدوء لحل هذه المشكلة, وكلما كانت المشكلة كبيرة كلما احتاج إلى مزيد عزلة وصمت, وهذا بخلاف المرأة فإنها إذا كانت تعيش مشكلة ما فإنها تتحدث مع الآخرين عنها وتشغل بالها, وكلما كبرت مشكلتها كلما زاد جلوسها مع غيرها وزاد حديثها أيضاً.

الفرق الثالث : تقدير العمل .
الرجل دائماً ينظر في تقديره لأي عمل يقدم له أو لغيره إلى حجم العمل, فهو يهتم بالأمور الكبيرة ويركز عليها ولو كانت قليلة, ويهمل الأمور الصغيرة ولو كانت كثيرة, وهذا بخلاف المرأة فهي لا تفرق بين العمل الكبير أو الصغير فكلها عندها بنفس الدرجة, فلو اشترى لها خاتماً صغيراً أو باقة وردٍ فهو كما لو أهدى لها مبلغاً كبيرا؛ لأنها لا تنظر إلى القيمة وإنما تنظر إلى أنها جميعاً (هدية) وتعبر لها عن اهتمام الشخص الذي قدمها لها, وأنه يحبها ويحترمها.

أتمنى أنني أفدت