محمد العزبى - الجمهوريه 16/4/012
كان عمر سليمان آخر من توقعنا استبعاده من سباق انتخابات الرئاسة.
بدا قويا عملاقا واثقا من نفسه غامضا بإيحاءات أنصاره وتصور كثيرون انه المرشح المفضل ناجح ناجح.
التف حوله البعض منقذا من طغيان الاخوان ونافقه إعلاميون راهنوا عليه مشتاقين لأيام زمان، فقد آن الأوان للعودة إلى العصر المباركى وكانت لهم فيه قصور وجحور.
قال واحد منهم ان أفضل وأكفأ وأشرف رجال مصر هم سليمان وشفيق وعمرو موسي!
خرج من السباق فجأة فى لحظة بعد أن دخله فى لحظة وكأنها حكاية الفيل الذى هزمته نملة، فالسبب يثير الدهشة.
الرجل الذى أغرقتنا حملته فى حديث الدقة والتنظيم وشغل المخابرات مع النزول على إرادة الجماهير بمسيرات العباسية بالأمر المباشر وتوكيلات اضعاف العدد المطلوب، فإذا بآلاف منها مزورة تحتاج إلى دليل، والأهم انه فات عليهم قراءة القانون والالتزام بنسبة تمثيل كل محافظة.. أو انها منتهى الثقة فى النفس.
هل هى إرادة الله؟.. ألم تكن تصرفات مبارك ورجاله فى أيامهم الأخيرة خير سند لثوار التحرير؟
ألم تكن ردود فعل الطاغية بأخطائه واستعلائه الجناح الثانى لثورة الشعب؟
سبق وتقدم فجأة منصور حسن وتصورنا أيضا انه الحصان الأسود الذى جاء ببركة المجلس العسكرى وكان قد رأس مجلسه الاستشاري.. ثم ما لبث أن انسحب.. لماذا دخل وكيف خرج؟!.. ما نابه هو وعمر سليمان سوى الاساءة لماضيه وتاريخه والاقتراب من حياته الخاصة وعودته إلى عزلته.
كان متوقعا أن يستبعد «خيرت الشاطر» رجل الاخوان القوى بماضيه فى المعتقلات ومشروعه الذى يبشر به الفقراء.. لذلك رشحت الجماعة أيضا رئيسها محمد مرسى حتى لا تجد نفسها خارج السباق.
كذلك أيمن نور هكذا يقول القانون حتى ولو كانت القضايا ملفقة.
أما لماذا صدر عفو غامض عن المرشحين فذلك هو السؤال؟!
وكانت قضية أبواسماعيل بالغة الإثارة بالجدل حول جنسية والدته وخلط الأوراق ورفع شعارات الوطنية والاسلام وحشد الجموع فى المساجد والشوارع والإعلان عن البراءة ليصدر بعدها قرار الاستبعاد والإدانة.
آخرون دخلوا السباق فى هدوء حتى اننا لم نكن نعرف أسماءهم معظمهم تحت راية وخلافات الأحزاب الورقية.. خرجوا بحكم المحكمة لأسباب مختلفة وصلت إلى حد التهرب من الخدمة العسكرية!!
ذلك الاستبعاد رغم الاعلان عنه مازال غير نهائي.
هناك حدوتة تحليلية تتردد من فترة عن سيناريو اللعب بمشاعر الناخبين .. نقدم لهم منصور ثم سليمان ودائما هناك شفيق ومثله الأعلى حسنى مبارك وتظهر وجوه لها خلفية عسكرية ليصاب الناس بالخوف من عودة الماضى والملل من ألعاب الرئاسة فلا يبقى أمامهم سوى عمرو موسى بعد فزاعة حكم الاسلاميين وتصريحاتهم المرعبة.
عمرو موسى مناسب تماما لأنه مدنى يترك ما لقيصر لقيصر وهو المطلوب لفك الاشتباك.. ورجل دولة محنك من زمن مبارك.. وهو جاهز من اليوم الأول للقيام بمهام منصبه له علاقات ومعرفة بالدول العربية والدولية، لن يضيع وقتا فى الدراسة والتجربة.. يرونه مناسبا لتنويم الثورة بهدوء!
يختفى سليمان بخاتمه وجنوده وتتبخر وعود الشاطر يوسف هذا الزمان.. ويرفرف العلم الأمريكى خلف رايات أبواسماعيل.. قد لا يبقى سوى عصا موسى وهل يدخل الشعب التيه أربعين عاما؟!
