العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
عزيزى الزائر
نرجو من سيادتك اذا كان لديك موضوع اومقترح لتطوير مجالات العمل فى الهيئة القوميةلسكك حديد مصر اومترو الانفاق نرجو الاتصال بنا أو ابلاغنا فى القسم المخصص للمنتدى أو الاتصال على الموبايل الاتى:-
0125040673
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
عزيزى الزائر
نرجو من سيادتك اذا كان لديك موضوع اومقترح لتطوير مجالات العمل فى الهيئة القوميةلسكك حديد مصر اومترو الانفاق نرجو الاتصال بنا أو ابلاغنا فى القسم المخصص للمنتدى أو الاتصال على الموبايل الاتى:-
0125040673
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث قدسي (ميعاد التوبة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحترف




المساهمات : 824
تاريخ التسجيل : 14/11/2010

حديث قدسي (ميعاد التوبة ) Empty
مُساهمةموضوع: حديث قدسي (ميعاد التوبة )   حديث قدسي (ميعاد التوبة ) Emptyالإثنين فبراير 20, 2012 1:22 pm

حديث قدسي (ميعاد التوبة ) 1309261877k2997k-265X307


حديث قدسي (ميعاد التوبة )
28.يونيو.2011 الثلاثاء 11:52 ص GMT | صحف - وكالات | المشاهدات 396
طباعة المقال أرسل الي صديق

متى هو أوان التوبة ومتى هو موعدها { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ{16} الحديد
إن قلنا أن الموعد غداً فمن يضمن بقاءه لغد وإن قلنا اليوم فمن يضمن لحظته هذه فمتى يكون أوانها إذاً ؟!. لا شك أنه الآن وفوراً وحالاً قبل أن يفوت الأوان فالله يقبل توبة عبده ما لم تغرغر روحه في حلقه ولكن لا أحد منا يعلم متى تغرغر لا أحد منا يعلم متى هي النهاية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) رواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عمر وقال حديث حسن .و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإن مما يخفف عليكم الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم) . وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله : ( من أعجب الأشياء علمك أنك لابد لك منه , وأنك أحوج شيء إليه و أنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب ) .
فالبدار , البدار الآن ولا تحبطنّكم ذنوبكم وكثرتها فالله سبحانه يقول:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ{55} أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}61 الزمر . الخطاب لم يكن هنا للمؤمنين المطيعين ولا لذوي المعاصي القليلة إنه كان لمن ارتكبوا المعاصي وأسرفوا على أنفسهم بها [لا تقنطوا من رحمة الله سارعوا بادروا فباب التوبة مفتوح والله سبحانه من أسماءه التواب والتوبة تكون على العاصي التائب فلماذا القنوط ؟! .. ألئنّ الذنوب كبيرة وكثيرة ؟! لا إن رحمة الله أعظم ومغفرته أوسع [إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ] قال جل شأنه:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }الشورى25.ففي مسند أحمد قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَSad سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ كَانَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا فَكَانَ لَا يَدِينُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى دِينًا فَلَبِثَ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنْهُ عُمُرٌ أَوْ بَقِيَ عُمُرٌ تَذَكَّرَ فَعَلِمَ أَنَّهُ لَنْ يَبْتَئِرَ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَيْرًا دَعَا بَنِيهِ فَقَالَ: أَيَّ أَبٍ تَعْلَمُونِي؟! قَالُوا: خَيْرَهُ يَا أَبَانَا قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَالًا هُوَ مِنِّي إِلَّا أَنَا آخِذُهُ مِنْهُ وَلَتَفْعَلُنَّ بِي مَا آمُرُكُمْ قَالَ: فَأَخَذَ مِنْهُمْ مِيثَاقًا وَرَبِّي فَقَالَ: أَمَّا لَا فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْقُونِي فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ حُمَمًا فَدُقُّونِي قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ حِينَ مَاتَ فَجِيءَ بِهِ فِي أَحْسَنِ مَا كَانَ قَطُّ فَعُرِضَ عَلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى النَّارِ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبَّاهُ قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُكَ لَرَاهِبًا فَتِيبَ عَلَيْهِ)والحديث له عدة روايات راجعه إن شئت في صحيح ابن حبان باب الخوف والتقوى أو في المعجم الكبير للطبراني.
وعَنْ أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن نبي اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له مِنْ توبة؟ فقال لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عَنْ أعلم أهل الأرض فدل عَلَى رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له مِنْ توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إِلَى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون اللَّه تعالى فاعبد اللَّه معهم، ولا ترجع إِلَى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت؛ فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إِلَى اللَّه تعالى، وقالت ملائمة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإِلَى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إِلَى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة) مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.وفي رواية في, [فكان إِلَى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل مِنْ أهلها],وفي رواية أخرى: [فأوحى اللَّه تعالى إِلَى هذه أن تباعدي وإِلَى هذه أن تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه إِلَى هذه أقرب بشبر فغفر له] رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بنحوه
وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: (قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
Sad لا تخف من عظم معصيتك ولكن خف من قعودك عن تداركها وتقصيرك في التوبة منها لأنه جرم أكبر وظلم للنفس أكثر.فرضاك بمعاصيك وتهاونك بها إنما هو علامة موت قلبك فابك على موت قلبك. ابك على جفاف عينك. وإذا كان الله يعطيك ويمن عليك رغم معاصيك فابك أكثر فإنما هو استدراج فقد روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }الأنعام44.
واستمع لما جاء في الأثر على لسان إبليس Sad أهلكتُ بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبلا إله إلا الله فلما رأيتُ ذلك بثثتُ الأهواء فهم يذنبون ولا يتوبون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) . وها نحن نرى الناس يذنبون بل ومنهم من يتجرأ على الله بارتكاب الكبائر فإذا نُصِحَ قال أنا أعمل بيني وبين ربي بأعمال سيدخلني الجنة عليها بل وأعلى درجات الجنة وبدون حساب . سبحان الله لقد زين له الشيطان سوء عمله ,وفي أمثاله قال عز وجل : {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8 .وقال عز وجل:{ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف : 30] وقال:{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ [الزخرف : 37]}
وقال سبحانه : {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد14وقال جل شأنه:{إنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ} [النمل : 4] . وقال جل شأنه : {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام43 وتحكي الآية عن قاسي القلب الذي لا يعرف ربه إلا في النوازل ويزين له الشيطان سوء عمله.
وقال سبحانه : {تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النحل63,وقال عز وجل: { وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}الأنعام 137. وقال عز وجل :{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} الكهف, وقال :{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 122]
وتزيين العمل حتى يراه صاحبه حسناً كان سبب هلاك الأمم السابقة وقد حدّثنا الله سبحانه عنهم فقال : {وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} العنكبوت 38.وقال :{ َلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 108] وقال عز وجل:{ وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ} [غافر : 37]
.فلا تغتر بعملك فلن يدخل أحد الجنة بعمله, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قاربوا وسددوا, واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله, قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) رواه مسلم..
وقال الصالحونSadالإصرار على المعصية معصية أخرى, والقعود عن تدارك الإفراط في المعصية إصرار, والرضا بها والطمأنينة إليها من علامات الهلاك)
ولله در القائل :
أتفرح بالذنوب وبالمعاصي وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي
وتأتي الذنب عمداً لا تُبالي ورب العالمين عليك حاصي
وقال الآخر :
وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمةٍ والنفس داعية على الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
إن الله عز وجل دعاك للتوبة ووعدك بالفلاح بعد التوبة النصوح قال الله تعالى :{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31 وقال أيضاً : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8,
ومن الناس من تدارك معاصيه بالتوبة بل وكانت معاصيه نعمة عليه لا نقمة ذلك أنه بعد أن تاب وأناب كلما ذكر ذنوبه زاد في الطاعات لاحتقاره عمله ولأن الحسنات يذهبن السيئات وكلما ذكر ذنوبه بكى وزاد قرباً من الله تعالى .قال تعالى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود)114 وقيل لسعيد بن جُبَير (من أعبد الناس ؟ قال: رجل اجترح من الذنوب فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله ). Embarassed
. فماذا ننتظر بعد هذا ,فالله سبحانه يقول :[ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ] ويقول جل جلاله : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }هود3,
ولله در القائل:
يا أيها المغرور قم وانتبه قد فاتك المطلوب والركب سار
إن كنت أذنبتَ قم واعتذر إلى كريم يقبل الاعتذار
وانهض إلى مولى عظيم الرجا يغفر بالليل ذنوب النهار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم عن أبي هريرة
فإن عزمت التوبة وقمت في التوّ واللحظة والتجأت إلى بارئك بقلب متضرع خائف وجل وأعلنت توبتك فقد فرح بك الله . نعم هل تصدق أن العبد عندما يتوب إلى ربه ويعود إليه يفرح به جل شأنه ؟!!ففي الصحيحين عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في فلاة ) -أي وجد بعيره الذي فقده في الصحراء_ وفي رواية لمسلم( لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة واضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح )( الخطام ما يوضع في أنف البعير ليقتاد به كالحبل ونحوه ) Very Happy
والآن وبعد أن انضممت إلى ركب التائبين وصرت تواباً فاعلم أن الله يحبك فهو سبحانه يحب التوابين وهم الذين يداومون على التوبة ويلتجئوا إلى بارئهم كلما ذكروا ذنوبهم .قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222 فحافظ على هذه المحبة بالتزام التوبة والعود الدؤوب, وفي توبتك إلى الله ازرف الدموع فالله يحب التائبين ويحب دموعهم Crying or Very sad , فعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (ليس شيء أحب إلى اللَّه تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية اللَّه، وقطرة دم تهراق في سبيل اللَّه. وأما الأثران: فأثر في سبيل اللَّه تعالى، وأثر في فريضة من فرائض اللَّه تعالى) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.فمن أحبه الله سبحانه كان له من المميزات ما ليس لغيره وإذا أردت أن تعرف تكل المميزات التي خص الله بها أولياءه فاقرأ معي الحديث القدسي التالي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم Sadإن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه و وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و إن سألني أعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .. ومن تقرب إلى الله تقرب الله منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ( إذا تقرب العبد إليّ شبراً تقربت منه باعاً و إذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري. Wink
ماذا بعد التوبة ؟!
قبل أن نعرف ماذا بعد التوبة دعونا نتعرف إلى شروط التوبة فللتوبة شروط لا تصح إلا بها وهذه الشروط هي:
1- الندم على الذنب واستغفار الله تعالى كلما تذكرته , فمن الناس من يتباهى بذنوبه و يتفاخر بها والعياذ بالله حتى لو تاب منها .
2- الإقلاع عن الذنب, فلا تصح توبة عبدٍ من ذنب ما دام مصراً عليه. قال تعالى : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ (يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ) فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } النساء18,17.
3- العزم على عدم العودة إلى الذنب ويصدق الله تعالى في عزمه. قال تعالى:{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران : 135] أما إذا غلبتك نفسك وشيطانك فعدت إلى ذنبك فإياك ثم إياك من القنوط والاستسلام أتعرف لماذا لأنك ستظن أن العودة صعبة وأن الله لن يغفر لك فقد عاهدته من قبل ثم خلفت العهد وسيدخل الشيطان عليك من ألف باب كلها ستؤدي بك إلى القنوط من رحمة الله ولا يقنط مؤمن من رحمة الله هل تعرف من الذي يقنط من رحمة الله سأقول لك وليس من عندي بل من كتاب الله تبارك وتعالى فاقرأ معي قال تعالى على لسانه خليله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحجر : 56] وإليك هذه البشرى وهي أيضاً ليست من عندي بل هي حديث قدسي مما رواه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ربه فاقرأ معي, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هريرة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ (قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى لَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ ) هذا الحديث من صحيح البخاري وله طرق أخرى في الإسناد فهل بقي للقنوط من توبة الله ورحمته موضع ؟! فبادر فباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها و حتى تغرغر روحك ولكنك لا تدري متى يكون ذلك فبادر الآن قبل فوات الأوان..
فإن طبقت هذه الشروط كانت توبتك توبة نصوحاً وهي التوبة التي طلبها الله عز وجل من عباده المؤمنين فقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
فماذا عليه أن يفعل بعدها ؟ لاشك أن عليه أولاً وقبل كل شيء لزوم الاستقامة وتعني إتباع أوامر الشرع الحنيف والعمل بما جاء في القران الكريم وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده بدون إفراط ولا تفريط ولا ابتداع , قال تعالى : {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112 . ثم عليه الاستكثار من الطاعات والتقرب إلى الله بسائر القربات فالحسنات كما نعلم تذهب السيئات . قال جل شانه :{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه : 82] وقال: { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً} الفرقان71 , وقال:{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }[الأنفال : 29] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ) رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام : ( خيركم من طال عمره و حسن عمله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تنفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال ك أفلا أكون عبداً شكوراً ) متفق عليه. وعليك بالصدقة ففيها يقول المولى عز وجل: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }آل عمران92.ويقول عز من قائل: { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة 272.ويقول جل شانه: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104... وعن عدي بن حاتم رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.. ثم ابتعد عن كل ما يغضب الله تعالى واعلم أن الله تعالى يغار من ارتكاب عبده للمعاصي والذنوب ؟! ففي الصحيحين عَنْ الْمُغِيرَةِ بن شعبة قَالَ :قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: (لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ). .وفي مسند أحمد: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغَارُ وَمِنْ غَيْرَةِ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ) .
وما أحسن قول من قال:
يا معشر العاصين جودٌ واسع عند الإله لمن يتوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى تُفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره قد ضاع في عصيانه وتَصرّما
واسأَلهُ توفيقاً وعفواً ثم قل يا رب بصِّرني وزِلْ عني العما
فوائد الاستغفار ..
إن لاستغفار الله سبحانه والتوبة من المعاصي والذنوب فوائد جمة أهمها أن التوبة تمحو ما قبلها من الذنوب وتبدل السيئات إلى حسنات و ترقق القلب وتقربك من الله تعالى وتزيد في الرزق قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام:{ َقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12)} نوح وقال في سورة هود:{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ}هود52.
كيفية التوبة.
بداية أحب أن أبين للقارئ الكريم إلى أنني لا أدّعي العلم بالفتوى ما أنا إلا طالبة علم أما الفتوى في رد المظالم إلى العباد وكيفية التوبة منها وكيفية رد هذه المظالم فهذا مما يُرجَع به إلى العلماء والفقهاء المختصين في هذا المجال ولكل مقامٍ مقالٌ. والله أعلم .أما ما أحب ذكره هنا فهو قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة160 . وقوله سبحانه:{ {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران89. وقوله عز وجل:{ {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء. وقوله عز من قائل:{ {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظصلى الله عليه وسلمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة39..وقوله جل شأنه:{ {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل119.وقوله تبارك وتعالى:{ {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور5. تدور معاني الآيات السابقة حول التوبة وكيفيتها ومن قراءتنا لهذه الآيات نرى أن الإصلاح ورد بعد كل ذكر للتوبة كشرط لقبول هذه التوبة ,فما هو الإصلاح وكيف يكون؟! الإصلاح بعد الذنب هو بحسب هذا الذنب فإن كان ذنبك فيما بينك وبين ربك فالإصلاح يكون بترك الذنب والإقلاع عنه والإكثار من الأعمال الصالحة لأن الحسنات كما أسلفت سابقاً تمحو السيئات. أما إذا كان الذنب في حق من حقوق العباد فلا بد من رد المظالم إلى أهلها فهذا هو الإصلاح (أن تصلح ما أفسدته), فإن كان في قطيعة رحمٍ وصلتَها وإن كان في غيبة استسمحتَ من اغتبته وإلا تدعو له وتستغفر له وتذكره بخير _ إن كان من أهل الخير _ أمام من اغتبته عندهم وإن كان من أهل الفسق والفجور وهو يجاهر بمعصيته ولا يستخفي فهذا لا غيبة له , وإن كان الذنب في حق سلبته أو ظلم أوقعته على أحد فبادر إلى رد المظالم و إعادة الحقوق إلى أصحابها ففي مثل هذه الذنوب لا يكفيك استغفارك وتوبتك...وأخيراً أذكرك بهذه الآية وهي قوله عز وجل:{ {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54 هل لاحظت معي أن الله بشر المؤمنين فيها بأنه كتب على نفسه الرحمة وأنه ختمها بتأكيد هذه الرحمة فقال سبحانه {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فهنيئاً للتائبين رحمة الله عز وجل ومغفرته ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث قدسي (ميعاد التوبة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث قدسي ( فضل لا إله إلا الله )
» حديث قدسي ( الرحمن )
» حديث قدسي ( الرزق )
» حديث قدسي ( أحوال القلوب )
» حديث قدسي ( الصلوات الخمس )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العاملين بالسكك الحديدية و المتـــــــرو :: الأســـــــــــرة والمــــجــــــتـــــــمــــــع :: الـديـن والـدنـيـا-
انتقل الى: