بالأسماء: عصابة تهريب أموال مبارك.. واللعب في أمن مصر

حسن الشيخ

الخميس 12 مايو - 04:03مساء

مسئولون .. وأمراء عرب .. ورجال أعمال مصريون ..وعناصر مخابراتية

ضباط أمن دولة ..ورجال أعمال حزب وطني.. والمتضررون من انهيار بيزنس الأنفاق ومعهم الموساد.. وراء أحداث الفتنة وتهريب المساجين

منذ اليوم الاول لرحيل مبارك عن قصر الحكم في القاهرة الي قصر الفخفخينا في شرم الشيخ ونحن نصرخ في اذن الجميع لا تتركون يوما واحدا حرا.. فإما الرحيل واما الحبس لكي لا يتمكن من ترتيب اوراقه.. بل ملياراته ويخفي ما امكن من مستندات تدينه وتدين عصره ورجاله.. وللاسف ظل الرجل اكثر من شهرين رئيسا في الشرم يفعل ما يريد في الداخل والخارج.. حتي خرج علينا ليؤكد انه لا يملك اموالا في الخارج وهوما ثبت عكسه عندما اعلنت سويسرا انه يملك لديها 410 ملايين فرنك سويسري.. وشيئا فشيئا تكشف لنا جميعا ان ترك مبارك حرا في شرم الشيخ لمدة تزيد علي شهرين كان خطئا كبيرا لانه استطاع هو وشلته في الداخل والخارج من تهريب ليس فقط المليارات من اموال الشعب الغلبان ولكن هرب كل شيء له ثمن تقريبا ويكفي الفضيحة التي تم كشفها عند ضبط طرود حسين سالم صديق مبارك في المطار وهي بحوزة الاميرة لمياء بنت رئيس المخابرات السعودية باتفاق مع اشخاص اخرين من فلسطين والسفارة السعودية بالقاهرة التي كانت تنسق الاعمال مابين مبارك وعائلته وبين المخابرات السعودية التي لها رجال تعيش في القاهرة منذ فترة طويلة ولها علاقات قوية مع بعض الضباط بالداخلية والتي من خلالها استطاعوا ان يهربوا الكثير من الاموال والممتلكات والاوراق المهمة دون ان يكشفها احد.. ولولا كشف طرود حسين سالم في المطار مع الاميرة بنت الامير السعودي لكان كل شيء في الامان وما انفضح مبارك وحاشيته لكن أظهر الله لنا ما يدور من وراء ظهورنا..
اذن اول ابطال الحاشية التي هربت اموال مبارك هو حسين سالم الذي سبق ونشرت اخبار عن انه ضبط في الخليج ومعه مليار ونصف المليار من الاموال السائلة.. ولم نفعل شيئا وقتها وتركنا مبارك يقوم بباقي المهمة من شرم دون مضايقة.. ويزوره الامير منصور ابن رئيس المخابرات السعودية وغيره الكثير من الامراء والمسئولين الخليجيين سواء من خلال الزيارات المباشرة من مطار القاهرة الي شرم.. او التي كانت تتم من خلال اليخوت التي تذهب وتجيئ لشرم بسهولة ويسر.. وبها استطاع مبارك تهريب الكثير من الاموال والمقتنيات الغالية.. في خطة مرسومة بدقة هدفها نقل اموال مبارك الي السعودية علي ان يلحق بها فيما بعد في صفقة الله يعلم اسرارها حتي الآن ولكن ملامحها تكشفت للجميع سواء تلك التي تتحدث عن دخول السعودية في مفاوضات مع الحكومة الحالية للافراج عن مبارك. واما عن طريق دولة عربية اخري عرض دفع اي اموال في مقابل العفو عن مبارك.. والغريب ان السعودية كانت تتحدث احيانا علي لسان سوزان مبارك حيث طلبت هي التدخل لدي الحكومة المصرية علي ان يتم دفع اي مبالغ مطلوبة..
وكذلك فان الكثير من الاجهزة الاستخباراتية العربية خاصة الخليجية منها كانت تعاونه وتساعده علي تنفيذ ما يريد داخل مصر وخارجها.. ولعلنا جميعا نتذكر القرار الذي اتخذه المجلس العسكري بعدم تصدير الذهب الخام من مصر بعد الثورة مباشرة وهو كان لحماية الثروة المصرية من الذهب لان رجال مبارك هربوا كمية كبيرة منه عن طريق الطرود الدبلوماسية لبعض الدول العربية التي ما زالت تساعده حتي الآن وتستميت بكل الطرق لحمايته.. ولم لا وهو كان ملكا علي عرش مصر لمدة تزيد علي 30 عاما وكان مرشحا ان يظل هكذا باقي عمره او علي الاقل كان سيحمل لقب ابو الرئيس وهو ما يعني ان العائلة ستظل تحكم مصر الي ما شاء الله ولكن ارادة الله شاءت مصيرا اخر لمصر.
ولا يتوقع الامر عند الشبكة التي كشفت في المطار وللاسف مؤخرا.. ولكن كشف الدكتور حسام عيسي أستاذ القانون بجامعة عين شمس ورئيس لجنة استعادة ثروات مصر، أن الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر ساهم بشكل كبير في تسهيل عمليات تهريب أموال مبارك إلي الخارج، وذلك من خلال تجاهله تماما عن مخاطبة الدول الأوروبية بشأن تجميد ثروات مبارك في البنوك عقب نجاح ثورة 25 يناير.
وأوضح عيسي أنه تقدم بـ5 مذكرات إلي الفريق شفيق أثناء توليه منصب رئيس مجلس الوزراء بشأن مخاطبة الدول الأوروبية لتجميد ثروات مبارك وعدد كبير من رجال الأعمال في البنوك الأجنبية غير أن شفيق لم يستجب تماماً ولم يرسل أي خطابات لدول أوروبية، وهو الأمر الذي ترتب عليه تهريب ملايين الدولارات إلي بنوك في إسرائيل وجنوب أفريقيا.
واذا كان هذا ما يخص تهريب اموال مبارك الي الخارج في غفلة احيانا وبتواطؤ احيانا اخري.. فان الحالي ينطبق تماما علي من يثير الفتنة داخل مصر ويلعب في امنها واستقرارها بنفس الطريقة حيث يشترك في الامر افراد ودول عربية ايضا صرح بها اللواء مختار الملا عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة واكد ان السبب فيما يحدث من فوضي وبلطجة وانفلات امني يقف وراءه فلول النظام السابق من القيادات الداخلية التي فقدت مكاسبها غير الشرعية وبعض الاتجاهات الخارجية التي تهدف إلي انهيار مصر بتنظيم وتحريك أعمال الترويع والبلطجة بهدف إحداث انهيار أمني في البلاد.. واكد علي ان هناك محاولات تستهدف اعاقة العمل لبناء مصر الديمقراطية من خلال الانهيار الأمني وأعمال الترويع والبلطجية، إضافة إلي ظهور التيارات الدينية المختلفة التي تبحث عن دور من دون اعتبار لمستقبل الوطن..
والغريب انه رغم اعلان القوات المسلحة ان هناك اطرافا خارجية تلعب في امن واستقلال مصر فانها لم تخبرنا باسماء هذه الاطراف والعمل علي تحذيرها بعدم التدخل.. والاكتفاء فقط بالقول ان هناك اياد خارجية وهو ما يعيد للاذهان نظرية المؤامرة الخارجية التي سئمناها خلال سنوات حكم النظام السابق.. وهذا ما دعا الكاتب الكبير فهمي هويدي للاستفسار مباشرة عن هذه الجهات الخارجية مؤكدا علي حق المصريين في معرفة من هم الذين يتسببون في الانفلات الامني والبلطجة التي تحاول خنق مصر الثورة..
والاغرب ان اتهام اطراف خارجية بالوقوف وراء الانفلات الامني لم يتوقف علي الجانب الرسمي العسكري فقط ولكن حتي مايكل منير الناشط القبطي في الخارج وفي تعليقه علي احداث الفتنة الطائفية التي وقعت مؤخرا في امبابة اكد انها بفعل فاعل من خارج مصر وحدد انها من دول عربية.. ويقصد السعودية ايضا او بالاخص الجهات الداعمة للسلفيين والتيارات الدينية الاخري..
ايضا اكد علي نفس المعني اعلان صدر عن ائتلاف شباب الثورة للتنديد بأحداث إمبابة، جاء فيه: إن ما حدث في إمبابة من فتن بين الأقباط والمسلمين ليس سوي سيناريو محكماً قامت به أطراف خارجية وبعض الجهلاء والمغيبين، والمقصود بهذا السيناريو ضرب الثورة في مقتل وتدمير الاقتصاد المصري.
وطالب شباب ائتلاف الثورة -في البيان- المصريين جميعًا بالوقوف يد واحدة في وجه هؤلاء الذين يريدون إجهاض نجاح الثورة المصرية. كما طالب الشباب المجلس العسكري بإدخال الإجراءات المناسبة ضد من يعبث بأمن هذا الوطن، ونادوا بضرورة توحيد جهود القوي السياسية والدينية كافة لجمع نسيج هذا البلد. اذن هناك اتفاق عام علي ان السبب في الانفلات الامني في مصر فاعلان لا ثالث لهما.. الاول فلول الوطني في مصر.. وانا اعتقد انهم ليسوا بهذه القوة والتنظيم لكي يفعلوا كل هذه الاحداث بهذا الترتيب والنجاح في معظمها.. والاصح ان نقول انهم فلول الامن من رجال امن الدولة السابقين يساعدهم رجال اعمال كانوا مستفيدين من النظام السابق والاثنان يستعينان بالبلطجية في تنفيذ مخططاتهم.. خاصة وانه لا يخفي علي اي احد ممارسات جهاز امن الدولة السابق حيث كان يملك رجالا في كل مكان في الشارع والعمل وداخل الكنيسة والازهر.. وداخل البيوت وكل مكان ومن السهل الاستعانة بهم الآن لتنفيذ ما يريد من اعمال.. واعتقد ان الشرطة اذا كانت حاولت بجدية ان تعود الي سابق عهدها فانها تستطيع وبسهولة تحقيق النصر علي هؤلاء المنتفعين في وقت قصير جدا خاصة انهم جميعا كانوا شركاء في المنافع والبيزنس فقط دون ان تكون لهم استراتيجيات موحدة او فكر ما او اهداف عامة مشتركة.. وهي تحاول بكل قوة المحافظة علي مكتسبات تضيع منها شيئا فشيئا وتحاول باستماتة التشبث بالتواجد والحياة علي ارض مصر بعد الثورة..
اما ما يخص العدو الخارجي او الاطراف الخارجية التي تعبث بامن مصر.. فقد تشبعنا في السابق بان الثلاثي ايران وحزب الله وحماس هم من يريدون الشر لمصر ولا يكفون عن التدخل في شئونها بصورة او باخري.. فاما ايران فان هناك تقاربا واضحا في سياسات مصر ما بعد الثورة مع ايران لدرجة اخافت معها الدول العربية الخليجية واعتبرت التقارب المصري الايراني يهدد امنها واستقرارها.. لذلك لا يمكن ان نعتبر ايران من الدول المتهمة بزعزعة الاستقرار المصري.. واما حماس فقد ساعدناها في تحقيق المصالحة الفسطينية ومن مصلحتها عدم خسارة مصر بعد الثورة علي الاقل لان ذلك في صالح القضية الفلسطينية عموما.. خاصة اننا سنكون اكثر حرية واستقلالية في التعامل مع اسرائيل علي خلاف ما كان يحدث اثناء الحكم السابق..
ويبقي حزب الله.. الذي وجهت له اتهامات صريحة وربما تكون موثقة بانه ساهم في الانفلات الامني داخل سجون مصر لتهريب رجاله منها.. ومع ذلك لم يثبت انه كان وراء اي انفلات امني في منطقة اخري غير السجون لانه ليس له مصلحة في ذلك.. بل هو الاخر يريد ان يفتح مع مصر صفحة جديدة بعد الثورة..
واذا استبعدنا المحاولات العربية التي تحاول التدخل في الشئون المصرية سواء من خلال دعم بعض التيارات الاسلامية علي حساب التيارات الاخري بالاموال وغيرها.. او التي تري ان انتشار البلطجة والانفلات الامني ربما يعيد لها مبارك مرة اخري الي السلطة ومازالت تعتقد ان ذلك ممكنا بسوء فهم وتقدير منها.. يبقي لنا جهتان لا ثالث لهم هما امريكا واسرائيل لانهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا ترغبان في ان تستقر مصر ويستتب الامن فيها لكي تعود الي عهدها وتنطلق الي الامام في جميع المجالات.. والمتتبع لخطوات مصر الاولي في اتجاه السياسية الخارجية رغم كل الظروف والصعاب الداخلية يجد ان اسرائيل لديها الاسباب المقنعة جدا لزعزعة استقرار مصر.. لانها في ايام قليلة استطاعت ان تعيد الفلسطينيين الي بعضهم وتوحدهم.. وكذلك استطاعت ان تعيد الدفة لصالحها في ملف المياه مرة اخري وتصلح ما افسده مبارك وحكومته.. وهذه اسباب صريحة تجعل اسرائيل وامريكا لا يريدون استقرارا لمصر حتي لا تعود قوية ورائدة خاصة ان امريكا لا تريد اسلاميين علي رأس اي دولة عربية او اسلامية تناكف فيها وتهددها ليل نهار كما تفعل ايران.. ومع ذلك فما علينا الا ان نكفي انفسنا شرور الداخل ونتعامل مع الفتن بحسم شديد حسب القانون.. وساعتها لن نترك ثغرات لدخول القوي الاجنبية للعبث في اممنا.. وعلينا جميعا ان نسأل ونصر علي السؤال.. اين اجهزة الامن من الشارع وامنه ؟ اعتقد ان الاجابة ان وجدت سوف تحل كل المشاكل وتغلق كل الملفات الشائكة وساعتها ستنطلق مصر بسرعة لا يتوقعها احد.